في الوقت الذي تؤكد فيه معظم القيادات الرسمية ال​لبنان​يّة على ضرورة اعادة ​النازحين السوريين​ الى بلادهم التي استقرت فيها الاوضاع الامنية، فان المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة وافقت على تسجيل الطلاب السوريين في الجنوب والنبطية في دوامات مسائيّة، حيث بلغ عدد المدارس الرسميّة التي ستسجل الطلاب 25، بينها 9 مدارس في القضاء، بعدما كانت العام الماضي 7 مدارس، وقد أضيفت متوسطة كفررمان الاولى وحومين التحتا الى مدارس زبدين، النبطية الثالثة، فريحة الحاج علي، حبوش، عبد اللطيف فياض، شوكين، وعدشيت.

وتأتي عمليّة تسجيل الطلاب السوريين في المدرسة الرسميّة في ​قضاء النبطية​، بعد الهجمة عليها من ​المدارس الخاصة​، حيث ابلغ مصدر تربوي "​النشرة​" أن نحو 1500 طالب لبناني انتقلوا من الخاصة الى الرسمية، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب لذويهم وعدم قدرتهم على دفع الاقساط المرتفعة.

في هذا السياق، لفت المصدر المذكور إلى أن متوسّطة كفررمان ستكون الاولى التي ستبدأ تسجيل الطلاب السوريين، اعتبارا من الاول من تشرين الاول، بعد اعتمادها كمركز تدريس لهم من ضمن المدارس في قضاء النبطية للعام 2019-2020، على أن تزود الامم المتحدة الدولة كل المتوجب عليها لتعليم الطلاب السوريين.

وأوضح المصدر أنه لا يمكن احصاء عدد الطلاب الا بعد الانتهاء من تسجيلهم، متوقعاً زيادة العدد عمّا كان عليه العام الماضي بسب الولادات الجديدة والتي هي بعمر الازمة السورية 8 سنوات، مؤكّدا اننا "لا نتدخل بأيّ أمر انما نتلقى التعليمات من وزارة التربية، بل نطبق ما يُطلب منا من تجهيز المدارس والتعاقد مع المعلمين اللبنانيين، وان التدريس سسيكون وفق المنهاج اللبناني، وهو تدريس اللغة العربيّة والاجنبيّة والتاريخ والجغرافيا والتربية المدنية والبدنية".

من ناحية أخرى، لاحظت مصادر بلدية، عبر "النشرة"، ان العودة الطوعية والامنة للنازحين السوريين تتم بشكل بطيء، ما يعني أنهم لا يقومون بتسجيل أسمائهم بهدف العودة الى بلادهم، كون ما يتوفر لهم في نقاط سكنهم غير متوفر في ​سوريا​، من استئجار منزل وحصة تموينيّة شهريّة وطبابة مجانيّة على حساب الامم المتحدة والجمعيّات العاملة معها وباشرافها، مشيرة إلى أن عددا ممن سُحبت منهم بطاقة الاغذية أعيدت اليهم ما يؤكد أن فترة وجودهم في لبنان ستطول، وليس أدلّ على ذلك من اعادة تسجيل ابنائهم في المدارس الرسمية اللبنانية.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن بطاقة التغذية يتم من خلالها دفع 27 دولار لكل شخص سوري، وإلى أن النازحين تبلغوا أنهم سيحصلون على مادّة التدفئة "المازوت"، كاشفة أن البلديات اعادت احصاءهم بسبب الولادات الجديدة التي لم يصرّحوا عنها بأنفسهم، خصوصاً أن في شهر واحد سجّلت احدى مستشفيات النبطية ولادة 50 طفلا منهم، معتبرة أنهم باتوا يشكلون ضغطاً على البنى التحتيّة خصوصا الكهرباء، من دون ان يدفعوا رسوما للدولة، بينما اللبناني تأتيه فواتير عن العام الماضي، والفاتورة الواحدة تتضمّن رسوم شهرين معا.

ولفتت هذه المصادر إلى ان القوى الامنيّة ما تزال تضع النازحين في دائرة الرصد، خوفا من اتصالاتهم خارج الحدود، وقد تمكّنت المديرية الاقليميّة لأمن الدولة من اعتقال "داعشي" في النبطيّة، كما أن الامن العام يستمر باقفال جميع المحال والمعامل والمصانع التي يشغلها سوريون، والقوى الامنية تعمل على توقيف كل من انتهت مدة اقامته أو دخل البلاد خلسة.