شدد الأمين العام ل​جامعة الدول العربية​ ​أحمد أبو الغيط​، على أن "​طهران​ مسؤولة عن دفع "​حزب الله​" إلى الصدام مع ​إسرائيل​ عام 2006، وعن تشجيع "حماس" على الحرب في 2008 و2009"، معتبرا أن "المسألة في ​لبنان​ معقدة للغاية، والتوازن الداخلي اللبناني - اللبناني يفرض أحياناً على الجهات العربية وضعاً معيناً، لأن العرب لا يرغبون في مشاهدة احتدام ساخن على الأراضي اللبنانية يؤدي إما إلى تكرار تجربة الحرب الأهلية لعامي 1975 - 1976، أو تكرار لتجربة 2008 عندما سقطت ​بيروت​ في قبضة فريق واحد "حزب الله".

وأوضح أبو الغيط في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "المسائل تتجاوز أحياناً الدعم الاقتصادي، وتأثيره على التحول من هنا أو هناك، لتكشف عن الامتداد الآيديولوجي. أحياناً كثيرة لا يشرى الاقتناع الآيديولوجي بالمساعدات الاقتصادية أو الدعم المالي"، وردا على سؤال حول "كيف يمكن التصدي لـ"حزب الله" في لبنان، قال: "لا أرغب في التحدث عن موضوع داخلي للبنان. "حزب الله" أيضاً جزء من ​الحكومة اللبنانية​. لا أرغب في التطرق إلى موضوع بهذه الحساسية، لأن هذا أمر يخص اللبنانيين في علاقتهم بالحزب، لأن هناك شريحة عريضة جداً من الشعب اللبناني، وإن كان على الجانب الآخر القرار الذي تطرحه ​الجامعة العربية​ يؤشر إلى هذا الحزب. وهذا ما يدفع الحكومة اللبنانية إلى التحفظ على هذه الفقرة تحديداً".

وعن مصافحته وزير الخارجية السوري ​وليد المعلم​، خلال اجتماعات الدورة السنوية الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في ​نيويورك​، أكد أنها "لا تعني أن الأبواب باتت مفتوحة لتعود دمشق إلى شغل مقعدها في الجامعة"، مشيرا الى أن "هذه ليست التحية الأولى، فخلال العام الماضي التقيته صدفة وحييته، وهذا العام كنت متجهاً نحو المصعد، فإذا به واقف مع مساعديه فحييته وحياني. هو صديق قديم، وهو وزير خارجية ​سوريا​ عندما كنت وزيراً للخارجية في مصر، وهو كان سفيراً لبلاده في ​واشنطن​ عندما كنت مندوباً دائماً لمصر لدى ​الأمم المتحدة​، وكان يحضر دائماً إلى نيويورك وكنا نلتقي. لا ينبغي أن نقضي على البعد الإنساني بين البشر والعرب؛ خصوصاً أنني الأمين العام لجامعة الدول العربية. أحافظ على الصلات والأواصر مع كل العرب مهما كانت اختلافاتي أو عدم اختلافاتي معهم في الرؤى".

ولفت أبو الغيط الى أن "الإرادة الجماعية العربية لم تتوفر بعد لتسوية المشكلة مع نظام الرئيس ​بشار الأسد​، هناك طرح من بعض الجهات العربية يسأل متى تعود سوريا وينبغي أن تعود سوريا إلى مقعدها. هذا الطرح الذي يأتي أساساً من ​العراق​، وأحياناً من لبنان. كان رد الفعل دائماً أن الأمور ليست ناضجة بعد. هذا القول لا يزال سائداً في الإطار العربي، على الرغم من أن دولاً عربية أعادت العلاقات، وأعادت فتح السفارات مع سوريا. غير أن الإرادة الجماعية العربية لم تصل بعد إلى اللحظة التي تفيد بأنه ليست لدينا مشكلة مع الحكم في سوريا. وبالتالي إذا رغبت في العودة ندعوها إلى مقعدها"، مبينا أن "الشرط الرئيسي هو ألا تكون "سوريا الجديدة"، التي تصل تكاليف إعادة إعمارها إلى ما بين 600 مليار و800 مليار دولار، مرتمية في أحضان ​إيران​".

من جهة أخرى، أعرب عن "ثقته التامة في أن لحظة الحقيقة آتية قريباً جداً في التحقيق الجاري حالياً في الهجمات الإجرامية ضد المنشآت النفطية في ​السعودية​"، مؤكداً أنه "سيحدد بدقة من هو المسؤول، ومن الذي أطلق ​الصواريخ​ والطائرات المسيرة، ومن أين، وعندئذ سيجري التحرك في كل المؤسسات المؤثرة، بما فيها ​مجلس الأمن​"، داعياً إلى "ضبط الأداء الإيراني في الإقليم".

وأكد أن العرب "لا يمكن أن يقبلوا بهيمنة إسرائيل على ​فلسطين​ التاريخية"، موضحاً أنه لا يعلم أي شيء عما يسمى "​صفقة القرن​" لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. غير أنه شدد على أن "أي تسوية يجب أن تكون سياسية - اقتصادية - اجتماعية، وليست ذات بعد اقتصادي فقط".