ذكرت صحيفة "​الشرق الأوسط​" أن "​تيار المستقبل​" يستعد لاستضافة رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​، الأربعاء المقبل، في حوار مفتوح يأتي في سياق برنامج حواري يشمل أبرز المكونات السياسية المشاركة في ​الحكومة​، لتأكيد ضرورة الانفتاح والتواصل ولو من موقع الاختلاف.

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر مواكبة للتحضيرات التي يقوم بها "المستقبل" بالتنسيق مع "الوطني الحر" لاستضافة باسيل أن "المعترضين على استضافته لا يعترضون من حيث المبدأ على الحوار وضرورة الانفتاح والتواصل، وإنما على اختياره كأول محاور، باعتبار أنه كان من الأجدى التريث في اختياره إفساحاً في المجال أمام تحضير الأجواء التي لا تزال ملبّدة. ويرى هؤلاء أن هناك ضرورة لتأخير استضافة باسيل وأن تُعطى الأولوية ل​ممثلين​ عن المكوّنات الأخرى المشاركة في الحكومة".

وأكدت المصادر أن "تحضير الأجواء وصولاً إلى تعبيد الطريق لتكون سالكة أمام استضافة باسيل يستدعي إطلاق ​الضوء​ الأخضر للبدء في حوار داخلي على مستوى كوادر ومحازبي "المستقبل" للوقوف على الأسباب الكامنة وراء عدم استعدادهم من الوجهة السياسية لأن يبلعوا استضافته، خصوصاً أن أكثر من نائب ينتمي إلى تكتل ​لبنان القوي​ برئاسة وزير الخارجية ممن يصنّفون على خانة الصقور في التكتل لم يتوقفوا عن شن حملاتهم على "المستقبل"، وكان آخرهم النائب زياد الأسود، فهل يتفرّد الأخير في مواصلة حملاته من دون الرجوع إلى قيادته إلا إذا كان من الفريق الذي يفتح على حسابه بلا رادع؟".

ولفتت الى أن "السواد الأعظم من المنتمين إلى "المستقبل"، إضافة إلى شارعه، يُبدون امتعاضهم من التوقيت الذي اعتُمد وكان وراء إدراج باسيل على رأس لائحة المدعوين للتحاور معهم"، متسائلة: "هل المطلوب إعطاء صك براءة لمن أعاق ​تشكيل الحكومة​ ويعيق حالياً استكمال إصدار ​التعيينات​ الإدارية وتزعُّم الفريق الوزاري الذي عطّل انعقاد جلسات ​مجلس الوزراء​ واشترط إحالة حادثة قبرشمون إلى ​المجلس العدلي​ بذريعة أنه كان شخصياً هو المستهدف قبل أن يعود ويتراجع عن اتهامه هذا؟، وكيف يمكن ضبط إيقاع الحوار مع باسيل وعدم إصرار بعض المدعوين للمشاركة فيه على طرح أسئلة نارية يمكن أن تؤثر سلباً على مجريات الحوار؟"، معتبرة أن "هناك ضرورة لأن يسبق هذا الحوار حوار آخر بين قيادة "المستقبل" وجمهوره يقود إلى المصارحة بلا كفوف".

ورأت أن الحوار "لا يشترط على فريق دون الآخر أن يبادر إلى تقديم تنازلات أو أن يتعهد المستضيف بأن يكون معلباً بوضع رقابة مسبقة على الأسئلة التي يُفترض أن يوجهها الحضور إلى المحاور، وإنما إصرار الأخير على خطابه السياسي وتقديم نفسه على أن تياره هو المنقذ الوحيد للبلد دون الآخرين وأن هناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء استفحال أزمة التداول ب​الدولار​، لا يعيق إطلاق الحوار فحسب وإنما بات يشكّل عائقاً أمام تفعيل العمل الحكومي"، مشددة على أن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ "يتجنّب على الدوام إقحام البلد في أزمة تلو الأخرى وهو الحريص على التفاهم مع ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، والتفاعل الإيجابي مع ​المجلس النيابي​ برئاسة الرئيس ​نبيه بري​، لأنه ليس هناك من لديه القدرة على تسديد فاتورة التكلفة المالية والسياسية من جراء جره إلى اشتباك سياسي يصعب السيطرة عليه"، متسائلة: "هل ستكون الطريق آمنة وسالكة سياسياً أمام محاورة باسيل، ما لم يبدّل الأخير في خطابه السياسي، وأيضاً في أسلوبه في مخاطبة الآخرين وفي إصراره على احتكار الحصة ​المسيحية​ في التعيينات بالتوازي مع قيام "المستقبل" بجهد فوق العادة يؤدي إلى تنعيم موجة الاعتراض على استضافته؟".