رأى رئيس ​الحكومة​ الأسبق ​فؤاد السنيورة​ أن "جوهر المشكلة ال​لبنان​ية اليوم هو الانتهاك الفاضح ل​اتفاق الطائف​ و​الدستور​. لذا، يركز نشاطه حاليا على "مرصد الطائف" الذي يضم مجموعة من الشخصيات السياسية والقانونية مهمتها رصد الانتهاكات والخروق والمخالفات التي ترتكب في حق الطائف. وهذا الى جانب عمله على إعادة احياء النادي الثقافي العربي في ​بيروت​، وتجديد ​العروبة​، بمعناها الحضاري النهضوي بعيدا عن رومانسية الخطاب الثوري، بعدما أدت الهزائم والاخفاقات المتتالية الى تراجع الفكر العربي، وتعبئة الفراغ الناشئ عن تراجعه بما يفرق ​العالم العربي​ ويمزقه، لا بما يجمعه".

وفي حديث صحفي له، أوضح السنيورة أن جملة العوامل التي تؤسس لاعادة احياء هذه العروبة، مشيراً الى أن "المصرف يسأل دائماً عن صحة زبائنه، لأن أي سوء يصيبهم ينعكس على المصرف، ومنطق العروبة كما أراه منطق حضاري وثقافي، ولكنه علاقات ومصالح مشتركة أيضا".

وعن فاعلية هذا المشروع النهضوي العربي في هذه الظروف الصعبة، ومنها مواجهة المشروع ال​إيران​ي في المنطقة، لفت الى أن "​ايران​ حقيقة جغرافية، والعرب حقيقة جغرافية أيضاَ، وكلاهما له تاريخه، وبالتالي يمكن تأسيس علاقات تعود بالخير على الجميع، مبنية على الاحترام وعدم التدخل بشؤون الآخر الداخلية".

ورأى أن " معضلة العرب الراهنة مع إيران، ظهرت منذ جريمة احتلال ​الكويت​، واندلاع الحرب الإيرانية - العراقية، حين اتجهت ​الجمهورية​ الإسلامية إلى تصدير الثورة لنقل مشكلاتها إلى الخارج، بناء على مبدأ: "خلق أعداء في الخارج يخفي مشكلات الداخل ويؤدي إلى تماسكه وكتم أنفاسه"، ويستعمل الإيرانيون في ذلك تارة قضية ​فلسطين​ ذريعة، وطوراً مقاومة ".شيطانهم الأكبر".

وعن دور ​حزب الله​ في ذلك، أشار السنيورة الى أنه "لا يمكن إنكار أن حزب الله طرف أساسي في المعادلة اللبنانية"، مشيراً الى أنه "بيننا وبين ​إسرائيل​ عداوة، أمّا مع إيران فهناك خصومة شديدة"، لافتاً الى أن "إسرائيل باحتلالها أراضي لبنانية مأهولة شرّعت قيام ​المقاومة​، لكن منذ عام 2000 انسحبت إسرائيل، وأصبح "حزب الله" قوة مهيمنة على ​الدولة​، وأفرغ شعار ​النأي بالنفس​ وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة من معناه، ووضع لبنان في ممر الفيلة".