لفت رئيس حزب "الكتائب ال​لبنان​ية" النائب ​سامي الجميل​ إلى أن "السؤال الأساسي الذي سأطرحه اليوم هو هل المسؤولون عن ادارة البلد على تماس مع الناس ويعيشون في هذا البلد او في مكان آخر وهل يرون ما يحصل؟ لا اعرف اذا كان المسؤولون يسمعون حجم الاهل غير القادرين على ادخال اولادهم الى المدارس وكمية نقل الاولاد من الخاصة الى الرسمية ومؤسسات اقفلت واستغنت عن موظفيها، لا اعرف اذا كانوا يستوعبون حجم الكارثة التي يتعرض لها المواطن في حياته اليومية".

وفي مؤتمر صحفي، أشار الجميل إلى "إنني لا اعرف كم يجب ان يحتمل المواطن اللبناني بعد، في وقت لا تقوم السلطة بشيء بل يتم تقاذف المسؤوليات ويزايد كل واحد على الآخر بدل ان تتضامن السلطة ويجتمع ​مجلس الوزراء​ واذا لم تجد احد لاتهامه تحضر نظرية المؤامرة على البلد"، متوجها للسياسيين بالقول "المؤامرة هي انتم، عندما قمتم بتسوية المحاصصة التي قسمتم فيها الجبنة بين بعضكم واخذتم البلد الى المكان الذي وصل اليه".

وأكد أنه "لا جدوى من رمي المسؤوليات لأنكم كلكم مسؤولين وفي آخر 4 سنوات قسمتم ثروات لبنان ووظائف اللبنانيين وموارد الدولة"، مشيراً إلى أنه "من العام 2015 الى العام 2019 زاد عجز الدولة 50% و ارتفعت الاسعار 14%، النمو الاقتصادي انخفض الى صفر وفي آخر كم شهر بات النمو سلبيا، النفقات زادت 26% في اربع سنوات والاخطر ان ​الدين العام​ ازداد اكثر من 25%".

وأضاف "بسبب المزايدات والتسوية ضربتم علاقة لبنان بكل اصدقائه وكل من كان يساعده"، مشيراً إلى "إننا وصلنا الى هذه الارقام بالافعال والامتناع عن الافعال، اقريتم سلسلة من دون اصلاحات، اقريتم ضرائب، وافقتم على 3 مواطنات مدمرة ونحن حذرنا من الكارثة، بنود اقرت في مجلس الوزراء بالتضامن، التوظيفات التي اقرت من دون اصلاحات وكلها قرارات اخذتموها سويا اضافة الى وضع لبنان بمواجهة من كان يساعده ولم تضعوا خطة اقتصادية، لم تنظفوا الادارة من الوظائف الوهمية، لم تضبطوا المعابر، لم تتوقف ايجارات المباني كما انكم استأجرتم مبنى بقيمة 90 مليون ​دولار​ في ​وسط بيروت​".

وتوجه الجميل للمسؤولين، قائلا "عدم تطبيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتأمين الشفافية ومنع الهدر واعتماد نفس الالية التي تفتح المجال للهدر والتي لم تضبط النفقات، بدل الالتهاء ببعض التهوا بانتشالنا من المأزق الذي نحن فيه"، مشيراً إلى أن "من فشل اليوم ليس علاقة شخص بآخر، بل من فشل هو كل بمنطق ادارة البلد بالمحاصصة وفشل نهج من أساسه، ولهذا السبب لا يفيد الترقيع وبحاجة لتغيير بنيوي في طريقة التعاطي مع الشأن العام ومن بني على باطل هو باطل وهذا ما نراه اليوم".

وأضاف "قلنا لكم في المرة الماضية اما اعملوا او غادروا ولقد قدمتم عشرات الاوراق الاصلاحية، ورأينا ورقة التيار و​القوات​ و​رئيس الجمهورية​ و​الهيئات الاقتصادية​ و 60% من الاصلاحات هي نفسها، لماذا لم تطبّق؟"، متوجهاً إلى المسؤولين بالقول "اعطيناكم فرصا عدة وأجبتمونا انه من اجل انقاذ البلد انتم مضطرون لاتخاذ قرارات غير شعبية وموجعة، المطلوب اليوم خطوات موجعة لكم لا للناس وموجعة للمنظومة التي تحكم البلد".

وتابع "المطلوب خطوات موجعة بالتنفيعات والمحاصصة والاموال التي توزع لجمعيات وهمية من مزاريب وهمية، وموجعة للتوظيف السياسي لموظفين لا يأتون الى العمل وانتهوا من تنظيف أنفسكم اولاً، انتم المسؤولون وجالسون منذ 4 سنوات تديرون البلد، وقد رأينا نتائج اعمالكم بالأرقام الموثقة وانتم مسؤولون لا الناس وبالتالي اياكم ان تقتربوا من الناس الموجوعة عندما تعبّر هذه الناس عن وجعها".

ولفت إلى "إنهم يستدعون مواطنا الى التحقيق لانه موجوع ولانه قال انه لم يتمكن من سحب دولار وكل من يفتح فمه يحول الى التحقيق هل المواطن الموجوع هو من يهدد الاقتصاد او العمل الذي لا تقومون به وهدر اموال الناس؟"، متوجهاً الى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ "هناك بعض الاشخاص يجب ان تبعدهم عنك، هؤلاء جماعة قمع الحريات ونعرفهم جيداً، أبعدهم عنك ولا تدعهم يصدرون بيانات باسمك".

وتوجه الجميل إلى المسؤولين، قائلا "فليكن لديكم الجرأة لاتخاذ القرار الصعب والاعتراف بعجزكم وإذا كان هناك من يجب ان يدخل الى السجن بالتأكيد ليس المواطنين بل من اوصلوهم الى اليوم ومن سلموا قرار البلد وسياسته"، متسائلا "من يمنع الاصلاح؟ السبب ان هذا الاصلاح سيمس بمصالحهم ولهذا السبب يجب ان يغادروا بملء ارادتهم ويسلموا البلد لاشخاص لا حسابات لهم ولا مصلحة لديهم لايقاف الاصلاحات".

واكد ان "هذه الحكومة يجب ان ترحل واعطوا الغطاء لتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية تأخذ ثقة الناس والخارج"، مشيراً إلى ان "امام كل هذا الواقع هذا موقفنا ونحيي كل الشباب واهلنا الذين نزلوا بطريقة سلمية للتعبير عن الغضب وكل مواطن يعبر عن رفضه للواقع على مواقع التواصل وكل شخص يُستدعى الى التحقيق سيتم وضع محامو الكتائب بتصرفهم"، لافتاً إلى أنه "امام كل هذا الواقع هذا موقفنا ونحيي كل الشباب واهلنا الذين نزلوا بطريقة سلمية للتعبير عن الغضب وكل مواطن يعبر عن رفضه للواقع على مواقع التواصل وكل شخص يُستدعى الى التحقيق سيوضع محامي الكتائب بتصرفهم".

وقال الجميل "نوجه نداء لكل الناس اذا كنتم مقتنعين ان هناك ضرورة للتغيير فيدنا ممدودة لكم ولكل من يعترف بالخطأ ولكل من هو مقتنع بضرورة تغيير بنيوي، يدنا ممدودة لاتخاذ القرارات المناسبة في كل مرحلة من المراحل"، مشيراً إلى "إنهم يسألوننا لماذا لم ننزل الى الشارع؟ الجواب اننا نختار التوقيت المناسب للتحرك كما يجب، لكن هذا لا يعني ان الناس لا يجب ان تنزل الى الشارع للتعبير عن رأيها"، مضيفاُ "المطلوب من كل مواطن التعبير عن رأيه دون خوف وان يتحرر ونحن يدنا بيدكم لن نستسلم، بإمكاننا اصلاح البلد وان ينهض بسرعة".

وشدد على أنه "على المواطن التحرر من الذات والانتماءات الطائفية والسياسية والتفكير بمصلحة البلد ومصلحة المواطن الآخر"، مشيراً إلى أنه "في العام 2018 استورد لبنان 4 ميار دولار محروقات، في اول 7 اشهر من العام 2019 استورد 4.3 مليار دولار محروقات، هل زادت المعامل والسيارات؟ اين ذهب الفائض؟ هل يمكن ان نعرف اين تذهب هذه الكميات من المحروقات؟ تتحدثون عن ضبط المعابر؟ كلنا نعرف انكم لم تقوموا بشيء وتتحدثون عن ضبط المعابر؟ كلنا نعرف انكم لم تقوموا بشيء، قدّمنا اكثر من قانون، اولا استعادة الاموال المنهوبة وقد تبرعت بتقديمه نيابة عن حزب 7 وهو ممتاز، الثاني رفع السرية المصرفية قدمناه مع النائب بولا يعقوبيان، الثالث عن رواتب النواب وتحفيض راتب كل نائب لا يحضر الجلسات وكذلك قدمنا سلسلة قوانين لوقف الهدر لكن لا توجد ارادة ولا ارى ان هذه السلطة قادرة على تنظيف نفسها".

وأشار إلى "إننا وصلنا الى المحظور وبالتالي باتت مغادرة الحكومة ضرورة لأن هذه التركيبة برهنت انها غير قادرة ولا أدين ما حصل الاحد لأن 80% من المواطنين نزلوا الى الشارع بحسن نية للتعبير عن رأيهم ومسؤوليتنا عدم السماح بافشال التحرك او اخذه الى مكان آخر".