أكّدت مصادر لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ توجّه إلى الموفدين الأميركيين الّذين التقاهم في الآونة الأخيرة، بالقول: "في مطلع شبابي، كنت في ​الولايات المتحدة الأميركية​، حيث حصلت على "Green card"، واستوقفني آنذاك أنّه كان لديكم في المجتمع الأميركي اهتمام بمفهوم العدالة، لكن ما تفعلونه اليوم لا علاقة له بتاتًا باحترام العدالة وحقوق الإنسان، بل هو سلوك عنصري يتمثّل بوضوح في العقوبات الجماعيّة".

وضمن هذا السياق، روى أحد النواب الّذين زاروا ​واشنطن​ خلال ولاية الرئيس الأسبق ​باراك أوباما​، للقاء بعض صنّاع القرار في مؤسسات الدولة العميقة، "أنّه نبّه الشخصيّات الأميركيّة الّتي اجتمع بها آنذاك إلى أنّ ​سياسة​ فرض العقوبات الّتي تعتمدها واشنطن ليست خاطئة فحسب، بل أنّ مردودها عليكم سيكون سلبيًّا".

وخاطب النائب اللبناني مضيفيه، قائلًا: "على سبيل المثال، أنتم تستطيعون أن تعرفوا وجهة تحرّكاتي، وفي أيّ فندق أُقيم، وإلى

أي مطعم ذهبت، من خلال بطاقة الائتمان المصرفي الّتي استخدمها، خصوصًا أنّ مصارفنا تعتمد في أنظمتها آليّة شّفافة، أمّا العقوبات الّتي تُفرض على ​الشيعة​ اللبنانيين، فستؤدّي مفاعليها إلى أمرَين: الأوّل، أنّ أصحاب الودائع الشيعيّة الّتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في ​المصارف اللبنانية​ سيخرجون تباعًا من المنظومة المصرفيّة، وبالتالي ستصبح مداولاتهم الماليّة ودورتهم الاقتصاديّة منفصلة عن تلك المنظومة وأدواتها الرقابيّة".

وأوضح أنّ "الأمر الثاني هو أنّكم ستصبحون كَمَن يتحرّك في العتمة ولا يرى شيئًا أمامه، بحيث ستفقدون أي قدرة على التدقيق".