لفت وزير الاقتصاد والتجارة ​منصور بطيش​، في كلمته خلال مؤتمر الاستثمار الاماراتي ال​لبنان​ي في ​أبو ظبي​، إلى أنّه "يسعدني أن تظلّلنا اليوم سماء ​الإمارات​ لنبحث في قضايا تتناول التبادل التجاري وفرص الاستثمار في الأمن الغذائي بين بلدينا، لكنّها تذهب أعمق من ذلك لتؤّكد على علاقات الأخوّة والصداقة بين لبنان والإمارات، كما على المصالح المشتركة الّتي يمكن المراكمة عليها".

وأوضح أنّ "لقاءنا اليوم يتمحور حول الإنسان وأمنه الغذائي والصحي وبالتالي أمانه ورفاهه. وتحقيق الأمن الغذائي الّذي نطمح إليه، في لبنان كما في الإمارات، ليس عملًا يسيرًا لكنّه بالتأكيد ليس مستحيلًا"، مبيّنًا أنّ "كلا البلدين يتمتّع بمقدّرات بشريّة وعلميّة وخبرات تؤهّله لتنفيذ استراتيجيّة وطنيّة يعمل عليها، تحقيقًا لاستتباب أمنه الغذائي المرتبط حكمًا بالأمن الاقتصادي والاجتماعي".

وركّز بطيش على أنّ "في زمن التطوّر والتكنولوجيا، لم يعد مسموحًا ألّا نعتمد على قدراتنا الذاتّية ومواردنا في إنتاج احتياجاتنا الغذائيّة"، مشيرًا إلى "تزايد الاستهلاك في مجتمعاتنا بوتيرة أسرع بكثير من تزايد الإنتاج المحلي. هذا يشمل الغذاء، تمامًا كما سائر القطاعات. ولا أتعب من التحذير من حجم الاستهلاك المتضخّم في لبنان، الّذي يتجاوز إجماليّ الناتج المحلي". ونوّه إلى "أنّنا حين نناقش كيفيّة تأمين أمننا الغذائي، فهذا يستدعي في أحد وجوهه تغييرًا في ثقافتنا. ثقافة هدر الطعام تحت عنوان الكرم وحسن الضيافة وعناوين نبيلة كثيرة غيرها".

وشدّد على أنّ "النبل والكرم الحقيقيّين هما بحفظ موارد البلاد لأهلها ولأجيالها الآتية، والتضامن مع كلّ جائع ومحتاج في أقاصي الارض. هذه مبادئ أخلاقيّة صحيح، لكنّها أيضًا مبادئ اجتماعيّة واقتصاديّة. ومن المؤسف أن تتزايد أعداد العائلات اللبنانية الّتي تعيش تحت خط الفقر، خصوصًا منذ العام 2011 إلى اليوم". وأكّد أنّ "هذا ما ليس مقبولًا في بلد كلبنان أرضه خصبة ومياهه وافرة وطبيعته متعدّدة الفصول، وشعبه من أكثر شعوب المنطقة علمًا وثقافة". وأفاد بـ"أنّني أعرف أنّنا لسنا البلد الوحيد في ​العالم العربي​ الّذي يستورد الكثير من مواده الغذائيّة. لكن أكثر ما يؤسفني أن نستورد ما نحن قادرون على إنتاجه؛ وهذا ينسحب على بلدينا العزيزَين".

وأعلن أنّ "لا شكّ أنّ التعاون بين لبنان والإمارات يمكن أن يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي للبلدين. فلبنان يوفّر أرضيّة كفوءة للاستثمار، خصوصًا للإخوة الإماراتيين والعرب، لاسيما في قطاعي التغذية والزراعة اللذين قد يكونان منطلقً لتنمية العلاقات في باقي القطاعات الاقتصادية. فعلى الصعيد الزراعي، عندنا تجارب رائدة وقصص نجاح تتمحور حول استخدام أنواع الزراعة الحديثة خارج التربة الّتي لا تحتاج إلى مساحات كبيرة ويمكن، في هذه الأنواع من الزراعات، التحكّم بالحرارة وتوفير المياه اعتمادًا على التكنولوجيا".

كما كشف بطيش "أنّنا نسعى إلى تقديم كلّ التسهيلات لرجال الأعمال الإماراتيين للاستثمار في لبنان، في العديد من القطاعات الواعدة، وفي طليعتها ​القطاع الزراعي​ خصوصًا وأنّ ​الحكومة اللبنانية​ تولي أهميّة خاصّة اليوم للزراعة، وهو ما ركّزت عليه كذلك دراسة أعدّها الاستشاري "ماكينزي". ولفت إلى أنّ "أوجه الشبه الكثيرة بين لبنان والإمارات تجعلني على يقين أنّه يمكننا أن نتكامل في العديد من الحقول الزراعيّة والصناعيّة والتجاريّة، كما في حقول التكنولوجيا والمعرفة. أمّا ​السياحة​، فتعرفون أنّ لبنان يشّرع دائمًا القلوب قبل الابواب لأهله وجيرانه"، متمنيًا أن "نوّثق هذه العلاقات ونزيد من حجم الأعمال بيننا لمصلحة بلدينا".