أوضح عضو كتلة "​الجمهورية القوية​" النائب ​وهبي قاطيشه​ أن دعوة حزب "القوات اللبنانية" إلى إستقالة الحكومة وتشكيل أخرى من إختصاصيين تعود إلى الفشل في معالجة القضايا الأساسية، لا سيما على المستوى الإقتصادي، لافتاً إلى أن الحكومات الملتزمة سياسياً أثبتت عدم قدرتها على معالجة هذا النوع من الأزمات.

ولفت قاطيشه، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن حكومة التكنوقراط قادرة على الإنجاز، رغم صعوبة المرحلة الحاليّة، لأنها ستكون غير حزبيّة لكن مدعومة من الأحزاب و​مجلس النواب​، لأن ليس المطلوب تشكيلها ثم إسقاطها في اليوم التالي.

وأشار قاطيشه إلى أن فشل الحكومة الحالية يعود إلى تعنّت بعض الأفرقاء وإصرارهم على ​المحاصصة​ الماليّة والسيطرة على المؤسسات الربحيّة، لافتاً إلى أن الوزير التكنوقراط لا يفكر بهذه الطريقة بل يبحث عنها من خلفية إقتصاديّة.

وأوضح عضو كتلة "الجمهورية القوية" أن الأفرقاء نفسهم مستمرون أيضاً بمخالفة القوانين، حتى تلك التي يضعونها هم، مذكراً بالتوظيف العشوائي المخالف للقانون، وبرفض معالجة هذه المسألة، قائلاً: "هؤلاء لا يريدون الإصلاح بل الإستمرار في الإستيلاء على أموال الدولة".

ورداً على سؤال، لفت إلى أن "القوات" ليس شريكاً لهؤلاء في كل شيء، لا سيّما في الفساد، مؤكداً أن إستمرار الحزب في الحكومة هو لقرع جرس الإنذار وإصلاح ما يمكن إصلاحه، معتبراً أنه نجح في إفشال الكثير من الصفقات، خصوصاً في ملفّ ​الكهرباء​، مشدداً على أن بقاء "القوات" في الحكومة يعود إلى الرغبة في الإصلاح أولاً.

وأشار قاطيشه إلى أن الحزب ينجح في هذه المهمة من الداخل أكثر من الخارج، موضحاً أن لبنان ليس ​سويسرا​ ومعادلة التوافق في الحكم معروفة، مشدداً على أن "القوات" من خلال وزراؤه ينجز، كما أن المواطنين بدأوا بالنزول إلى الشارع لرفع الصوت، مؤكداً أن الإصلاح عمل تراكمي ووجود الحزب في الحكومة يزعج هؤلاء الأفرقاء، لافتاً إلى أن "القوات" يدعم التحركات في الشارع، لكنه لا يمكن أن يشارك فيها في ظل وجوده في الحكومة، مؤضحاً أن هؤلاء يعبّرون عن صوت المواطن الذي يعاني.

من جهة ثانية، تطرق قاطيشه إلى توتر الأوضاع على الحدود السورية التركية، بين "​قوات سوريا الديمقراطية​" و​أنقرة​، معتبراً أنه في حال أصر الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ على موقفه من المنطقة الآمنة فإن الأمور تتجه نحو مواجهة كبرى، لافتاً إلى أن مشكلة الشرق هي في غياب الدولة، في حين أن كل فريق يسيطر يسعى إلى التحكم بالآخرين.

ورأى قاطيشا أنه عندما يحصل كل مكوّن على حقّه لا تقع الصدامات، مشيراً إلى أن ​الأكراد​ لم يحصلوا على حقوقهم لا في سوريا ولا في العراق ولا في ​تركيا​ ولا في ​إيران​، مؤكداً أنه لا يمكن حكم كتلة بشريّة تقارب 35 مليون كردي بالقوة، لافتاً إلى أنه لا يمكن تحميل ​الولايات المتحدة​ المسؤوليّة، لأنه لا يمكن تسليم ​واشنطن​ أمن الشعوب وشتمها في الوقت نفسه.

وفي ما يتعلق بالصراع الأميركي-الإيراني على مستوى المنطقة، اعتبر عضو كتلة "الجمهورية القوية" أنه بحال تخاذل الجانب الأميركي ستخرج إيران أقوى بعض الشيء، لكنه لفت إلى أنه لا يرى أن ​طهران​ ستخرج أقوى، مشيراً إلى أنها تخسر في سوريا والعراق و​اليمن​، حتى لو كان مدى هذا الصراع طويل العمر، لأنها تسعى إلى تشكيل أمبراطوريّة على طريقة القرن التاسع عشر، الأمر الذي تجاوزه الزمن لأن العصر اليوم عصر التكنولوجيا.

وشدّد قاطيشه على أن الساحة المحلية تعيش الأزمة الإيرانية، معتبراً أنه لولاها لكان لبنان نجح في إنشاء دولة من أغنى الدول على مستوى العالم، مشيراً إلى أن سعي طهران إلى أنْ يكون لبنان محافظة إيرانيّة هو الذي يضعفه من الناحية الإقتصاديّة، مضيفاً: "نحن أكثر المتضررين من إيران".