لفت عميد كلية الإعلام البروفيسور جرجس صدقه، في حديث تلفزيوني، الى "أنني أؤكد على الحرية، فمن دون الحرية ​لبنان​ غير موجود لأنه مرادف لها منذ نشأته و​الشعب اللبناني​ ناضل كثيرًا من أجل لبنان، فإذا انتفت الحرية انتفى معها لبنان"، مشيرًا الى "أننا اليوم نعيش في خطر بسبب التضييق على الحريات وتهديد الحرية يعني تهديد الإعلام و​النظام اللبناني​ والأقليات الموجودة في لبنان الذي يذهب في منحى آخر في ظل ما يحصل. إننا اليوم نقترب أكثر من القنوات العربية حيث يلعب الإعلام دورًا رسميًا وحسب".

واعتبر صدقه أن "الإعلام اللبناني ليس قديسًا ويقع في أخطاء كبيرة كما أنه يمارس عنفًا يوميًا على المشاهدين ويرتكب أخطاء أخلاقية"، موضحًا أن "حرية الإعلام مرتبطة بعناصر عدة في طليعتها الوضع القانوني بالإضافة الى واقع السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية. التشريعات القانونية السليمة و​القضاء​ النزيه يمكّن الإعلام من لعب دور مهم وسليم".

وأشار الى أن "مشروع قانون الإعلام الجديد وقانون الحق في الوصول الى المعلومات لم يقرا ونحن بحاجة الى ورشة قانونية وسياسية عامة وخطة جديدة، فضلًا عن رؤية حديثة من قبل نقابة الصحافيين"، كاشفًا عن أن "وضع الإعلام اللبناني معيب ولا يمكن أن ننتقده في ظل واقع غير سليم، فالمؤسسات الإعلامية غير مستقلة اقتصاديًا. زمن الفخر بالإعلام اللبناني انتهى لأنه ليس لدينا اليوم أي بنية إعلامية في لبنان، في الوقت الذي كانت ​الصحافة​ اللبنانية مرجعًا سياسيًا لكل الحكام العرب وكانت منارة للعالم العربي برمته، لكن الزمن انتهى".

وبيّن صدقه أن "الوضع مأساوي ولا يعالجه أحد"، لافتًا الى أن "​تلفزيون لبنان​ تهمله ​الدولة​ وهو ينتظر تعيين مجلس إدارة جديد. أعتقد أن السلطة السياسية يناسبها أن يكون الإعلام ضعيفًا لكي لا يمارس عليها أي رقابة لأن الإعلام القوي هو الذي يملك سلطة رقابة ونقد على السلطة الحاكمة".

ورأى أن "الإعلام الرقمي متناقد ومليء بالأخطاء والمعلومات الكاذبة ويجب وضع قوانين وضوابط للمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأنها تتحكم بالناس وتؤثر في خياراتهم, أصبحت الصحافة متسطحة"، منوهًا بأن "جيلنا يحن للصحيفة الورقية والباحثون يقولون لنا إنها ستنقرض، إذًا هناك خطر حقيقي وذلك يترتب عليه أن يختلف تعاطينا مع الثقافة وهناك مقاربة مختلفة ونرى ذلك في تعاطي الجيل الجديد مع الكتاب وكل ما هو ورقي. نحن في مرحلة تحول وستؤثر على حياتنا اليومية وكيفية تعاطينا في الشأن العام".

وأضاف صدقه أنه "لا يوجد أي احترام للحرية الفكرية في لبنان والمجتمع لا يمكن أن يعيش من دون قوانين ناظمة"، مؤكدًا أن "لبنان نموذج فريد ومهم قدّم إسهامات كبيرة للعالم العربي وللثقافة العالمية لكن لم يمر على لبنان قادة سياسيين وطبقة سياسية تتعاطى مع حجمه ودوره ورسالته".

وأردف أن "مفهوم الشأن العام والمصلحة العامة في لبنان تغير وهو يساهم في استمرار الانحدار"، متحدثًا عن "تحول تام في لبنان لناحية الثقافات وأنماط الحياة ومستوى الفكر ما يهدد زوال هويته".

وشرح أن "لبنان بلد نشيط وبنيته الاقتصادية تساعده في الاستمرار. أتبنى مقولة "لبنان بلد منهوب وليس مفلسًا"، كما وأن لبلدنا مقومات للنجاح الاقتصادي ونفتقد الى الحوكمة الرشيدة التي بإمكانها انعاش اقتصاده"، لافتًا الى "أننا نواجه مشكلة كبيرة هي التحاق لبنان بمشاكل المنطقة لذلك سياسية النأي بالنفس أساسية والنظر الى المصلحة الداخلية ضرورة. أنا متشاءم ولا أرى مؤشرات إيجابية إصلاحية على المدى القصير".