رأى نائب الأمين العام لـ"​حزب الله​" ​الشيخ نعيم قاسم​ أن "القرار الدولي الذي يقضي بمنع سقوط ​لبنان​ لا يزال ساري المفعول، رغم جدية ​العقوبات الأميركية​ التي تستهدف حزب الله، لأن ​العالم​ يدرك خطورة هذا السقوط، خصوصاً في مسألة ​النزوح السوري​ وتداعيات توجّهه نحو ​أوروبا​، ومخاطر عودة تحدي ​الإرهاب​ وحضوره في لبنان وعبره"، معربا عن رفضه لـ"نظرية المؤامرة في قراءة ​الوضع الاقتصادي​ الصعب الذي يعيشه لبنان".

ورأى قاسم في حديث صحفي أن "تأثير العقوبات لا يتعدى الـ 1 إلى الـ 2 ، بينما يعيد الأزمة في جوهرها إلى النظام السياسي والاقتصادي الذي أهمل قطاعات الإنتاج، ويعمل بلا خطة، وبلا رؤية، ويستسهل الاعتماد على التبادلات المالية، والإنفاق العشوائي بلا حساب، والتوظيف بلا ضوابط قانونية، راسماً معادلة قوامها أن بعض الكلام عن دور مضخم للعقوبات الأميركية على حزب الله في صناعة التأزم ونظرية المؤامرة، بالتحريض على حزب الله، بينما حزب الله بعد دراسة معمّقة لمفاعيل الأزمة لم يستنتج أن العقوبات من العوامل الرئيسية في صناعة هذه الأزمة"، مشيرا الى أن "حزب الله لا يرى نفسه من اسباب الأزمة، ومسبّبيها، لكنه يرى نفسه كمكون سياسي وشعبي ومشارك في ​المجلس النيابي​ و​الحكومة​ معنيّ بها، ويطمح ليكون مساهماً في حلها، وهو لا يقارب الحلول بعين التشاؤم والتفاؤل بل بعين السعي والعلم والجدية، ويعتقد أنه إذا حزمت القوى السياسية أمرها ووضعت جهودها المتضافرة نحو حلول حقيقيّة فتحسين الوضع الاقتصادي ممكن وليس ميؤوساً منه".

وعن الوضع الحكومي، أكد أن "كل ما يُقال عن أن لدى حزب الله موقفاً جديداً تجاه التفاهمات التي قامت عليها معادلة الحكومة الحالية، ليس صحيحاً"، مشددا على أن "حزب الله لا يسعى لتغيير أي من المعادلات الرئاسية والحكومية، بل إن سعيه الحقيقي هو لتفعيل التعاون من ضمن هذه المعادلات لوضع سياسات اقتصادية تضمن مواجهة التحديات التي تضغط على المواطن اللبناني. وهو هنا بالتأكيد لا يتخلى عن نظرته الخاصة وثوابته، من دون أن يُحرج حلفاءه بها أو يفرضها على أحد، ومن دون يجامل حلفاءه.

وجزم قاسم أن "حزب الله لن يقبل بتحميل ذوي الدخل المحدود من اللبنانيين ضرائب جديدة، ولن يقبل بتجميد الرواتب، مفصلاً نظرة حزب الله للتحالفات التي يحافظ عليها ويعتقد أنها الأفضل في تاريخ ​الحياة​ السياسية اللبنانية، لأنها تقوم على احترام الخصوصيات وحق الاختلاف وتنظيمه، وتستثمر على المشتركات وتبني عليها، وهذا سرّ صمود ونجاح تحالفه مع كل من ​التيار الوطني الحر​ و​حركة أمل​، رغم وجود مراحل مرت على الحزب بدت خلالها صعوبة الحفاظ على الحليفين معاً، لكن ذلك حصل ونجح حزب الله مع حليفيه، ونجحا معه في إدارة خلافاتهما".