لفت رئيس الوزراء ​العراق​ي ​عادل عبد المهدي​، إلى أنّ "ضغوطًا كبيرة مورست عليّ ولمدّة 3 أيام متواصلة لقبولي بمنصب رئاسة الوزراء، كوني أمثّل الفرصة الّتي يرون فيها أملًا في التغيير، وبناءً على ذلك وافقت على التصدّي للمسؤوليّة". وأوضح أنّه "لأنّ المعروف عنّي أنّ الاستقالة في جيبي مثلما هو متداول، فإنّ الشرط الّذي وضعته الكتل والزعامات الكبيرة لقبولي المنصب هو ألّا أستقيل، وهذه في حدّ ذاتها مفارقة بالقياس إلى ما يجري الحديث عنه الآن من مطالبات بالإقالة أو الاستقالة، في ظلّ ظرف شديد الحساسيّة برغم أنّني لست متمسّكًا بأي منصب كما يعرف الجميع، وقبلت بعد ضغوط لأنّني كنت أقول لهم إنّ الشروط بالنسبة لي ليست متوفّرة".

وأكّد في حديث صحافي، أنّ "90 في المئة من المظاهرات صحيحة ومطالبها مشروعة، لكن المشكلة الّتي واجهناها هي أنّ منذ اليوم الأول للمظاهرات الّتي لا يزيد عدد المشاركين فيها على 25 ألفًا، كان هناك من يريد الاشتباك مع ​الشرطة​ الّتي كانت تتولّى حماية المتظاهرين بالأساليب المعروفة للحماية"، مشيرًا إلى "أنّنا خلال السنوات الماضية واجهنا مظاهرات أكبر بكثير من هذه المظاهرات الحاليّة، لكنّها كانت تخرج بإذن وفق ​الدستور​ وفي أماكن معينّة ولساعات معيّنة وكان مسيطرًا عليها من قبل منظميها بالدرجة الأساس، غير أنّ الأمر اختلف هذه المرّة في محاولة لخلق الفوضى".

وحول فرضية المندسين وما إذا كانوا من بين صفوف المتظاهرين فقط، بينما هناك مؤشرات على استخدام الرصاص الحي من قبل ​القوات​ الأمنية المكلفة بالحماية، أعلن عبد المهدي "أنّني لا أستبعد وجود مندسّين بين صفوف القوات الأمنية وليس فقط بين المتظاهرين، ذلك أنّ قواتنا لا تزال تتضمّن أشخاصًا ربّما لا يؤمنون بالوضع الحالي لسبب أو لآخر، وبالتالي فإنّ هناك من يريد إسالة دم في هذه المظاهرات وهو ما أدّى إلى أن تأخذ المظاهرات مسارات أخرى، أدّت إلى وقوع كلّ هذه الأعداد من الضحايا".

وشدّد على أنّ "العراق يعيش وسط منطقة ملتهبة وهناك صراع أضداد، ولا بدّ من تحديد الخيارات مع من أو ضدّ من، وبالتالي فإنّنا ندفع فاتورة صراع الأضداد، علمًا بأنّ الجميع بات يدرك أنّ موقفنا متوازن من الأزمة الّتي تعيشها المنطقة حاليًّا"، مبيّنًا أنّ "الجميع بات الآن يؤيد دورنا في التهدئة وبدأ الآخرون من دول المنطقة يستمعون إلينا، إن كان في طريقة التهدئة بين مختلف الجهات أو نقل الرسائل". ولفت إلى أنّ "جميع دول المنطقة المعنيّة بالصراع بدأت تستمع إلينا حين نتحدّث إليهم وهو ما لم يكن موجودًا حتّى قبل شهور حيث كانت المواقف حدية بين تلك الجهات".