ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في تحليل للورا باتيل وكلويه كورنيش، بعنوان "منطقة آمنة في ​سوريا​: الخطة التركية تنذر يشبح عودة تنظيم الدولة الإسلامية"، أنّ "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ قرّر بصورة مفاجئة سحب ​القوات الأميركية​ من شمال شرقي سوريا، محدِثًا الكثير من القلق في ​واشنطن​ وفي العواصم الأوروبية، وسط مخاوف من تأثير ذلك على مساعي التغلب على تنظيم "داعش"".

وركّزت على أنّ "شمال شرقي سوريا له أهميّة خاصّة، حيث يقع بين ​تركيا​ إلى الشمال والمناطق الصحراويّة الّتي يصعب فرض السيطرة عليها في ​العراق​، تلك المنطقة الّتي كانت حاضنة لتنظيم "داعش" قبل اجتياحه الحدود العراقية عام 2015"، لافتةً إلى أنّ "أجزاء كبيرة من شمال شرقي سوريا تسيطر عليها الأقليّة الكرديّة، الّتي يُشار إليها على أنّها أكبر أقليّة عرقيّة في العالم بلا دولة، والموزّعة بين تركيا وسوريا والعراق و​إيران​. ولكن في سوريا، اغتنمت الجماعات الكرديّة اليساريّة الحرب الأهليّة، لتؤسّس جيبًا للحكم الذاتي".

وأوضحت الصحيفة أنّ "قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، أثار مخاوف المسؤولين الأمنيّين والعسكريّين من أنّ الهجوم التركي على المنطقة قد يفتح الباب أمام عودة تنظيم "داعش"، لأنّ القوات الكرديّة المتحالفة مع ​الولايات المتحدة الأميركية​، الّتي يُعهد لها في الوقت الحالي بمهمّة تمشيط المنطقة من مسلّحي التنظيم، قالت إنّه حال حدوث هجوم تركي على المنطقة، فإنّها ستتفرّغ لصدّ الهجمات التركيّة".