رأى رئيس حزب "​القوات​ اللبنانية" ​سمير جعجع​ أن "أمام اللبنانيين خيارين اثنين للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية التي يعاني منها لبنان، الأول على المدى المتوسط من خلال ​الانتخابات النيابية​ في العام 2022، فالتغيير بين أيدي اللبنانيين، وهذه الديمقراطية هي ثروة كبيرة يملكها الشعب اللبناني ولكنه لا يستعملها، الناس يشكون ويئنون من الوضع في حين ان التغيير في يدّ كلّ واحد منّا من خلال صندوق الاقتراع. أما الخيار الثاني على المدى المباشر فهو أن نبدّل ​الحكومة​ الحالية بحكومة أخرى مختلفة، فمنذ عشر سنوات حتى اليوم نرى الأكثرية الوزراية نفسها، تتغيّر بعض الوجوه ولكن القوى الفعلية هي نفسها، طبعاً ليست قادرة على فعل شيء، وقد طرحتُ شخصياً هذا الأمر خلال الاجتماع الاقتصادي-المالي لإعلان حالة طوارئ اقتصادية في بعبدا، بحيث طالبتُ بإفساح المجال لتشكيل حكومة من أخصائيين وتقنيين من أحجام كبيرة، ولندعها تعمل لإنقاذ الوضع لأن الأكثرية الوزارية لو كانت قادرة على إنقاذ الوضع لما أوصلته الى هنا، وهذا هو الحلّ المثالي من خلال عملية تغيير كبيرة تعطي دفعاً للوضع العام وتُعيد الثقة للمجتمع الدولي والأسواق، ولكن انطباعي ان المعنيين أولياء الأمر متمسكون بمراكزهم وبما يقومون به لذا لا يمكننا إلا أن نستمر في النضال حتى تغيير الوضع القائم والى أن يحين وقت التغيير الكبير في الانتخابات النيابية المقبلة".

ورفض رئيس القوات رفضاً قاطعاً البحث عن قانون انتخابي جديد في ظل هذه الظروف، محذّراً من أن "القانون الانتخابي المطروح للتداول هو كناية عن ديمقراطية عددية، غير مقنّعة حتى، وهذا ليس ما ينصّ عليه الميثاق الوطني ولا اتفاق الطائف أو الدستور، لم نتفق منذ قيامة لبنان يوماً على الديمقراطية العددية، لأن لبنان بلد تعددي ويجب أن نحترم بعضنا البعض، ونحترم كلمتنا وميثاقنا، ولكلّ هذه الأسباب مجتمعةً نعتبر طرح قانون الانتخاب كما هو مطروح حالياً مسيء ومضرّ جداً ويجب سحبه بأسرع وقت من التداول تفادياً لمزيد من التشنّج والازمات في البلد التي نحن بغنى عنها".

وخلال عشاء تكريمي أقامه راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت على شرف رئيس القوات وزوجته النائب ستريدا جعجع في الصالة الكبرى لكاتدرائية مار مارون في مونتريال، شدد جعجع على "أننا لسنا لا ضد السنّة ولا ضد الشيعة في لبنان، فقد شاءت الصدف أننا نلتقي والأحزاب السنيّة الكبيرة على نظرة واحدة للبنان وبالتالي نحن حلفاء، ولكننا على الأكيد لسنا ضد الشيعة لأننا طوال عمرنا وبالأخص نحن أبناء بشري ودير الأحمر موجودين على تماس مباشر مع كل المحيط الشيعي في البقاع، كنا دائماً ولا زلنا إخوة، نحن صراحةً ضد النظرة الأخرى للبنان، لأنه لا يمكننا ان نتخلّى عن لبنان الوطن، فبعض الأمور لا تحمل مسايرة على الإطلاق، فحتى أول المستفيدين من بقاء لبنان الوطن سيكونوا إخواننا الشيعة لأنهم مثل الموارنة في هذا الوضع، ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. تاريخياً نحن مع لبنان وهذا ليس بعيب، ففي عزّ أيام الرئيس جمال عبد الناصر كنّا ضده، ليس على المستوى الشخصي، باعتبار انه شخصية تاريخية، ولكننا لم نكن نؤيد الطرح الذي كان يطرحه، لا يمكننا القبول بكيان غير الكيان اللبناني، أي كيان آخر سواء كان اسمه الأمة أو الاتحاد مع فرنسا أو أياً يكن، لا يمكننا أن ننسجم ونتعايش معه، من هذا المنطلق نحن مع فكرة ضد فكرة أخرى وليس مع طائفة ضد طائفة أخرى لا سمح الله ولا في أي لحظة من اللحظات، نحن مع السنّة ومع الشيعة وطبعاً مع إخواننا الدروز بحيث كنّا رفاق درب في لبنان التاريخي وسنبقى الى أبد الآبدين، آمين!"