أطلق وزير الصحة العامة ​جميل جبق​ الحملة الصحية الوطنية الأكبر في لبنان للتوعية من ​سرطان الثدي​ تحت شعار: "ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك"، والتي تستمر حتى نهاية شهر كانون الثاني وتقدم التخفيضات والدعم الكبير للسيدات في ​المستشفيات الخاصة​ و الحكومية والمراكز الطبية لإجراء الصورة الشعاعية والفحوصات الدورية اللازمة حرصًا على الكشف المبكر للمرض في حال وجوده بهدف الشفاء منه. كما تتضمن الحملة في جانبها التوعوي، وبموجب تعميم صادر عن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، رفع علم أبيض يُعلق قرب/ تحت العلم اللبناني ويحمل أرزة محاطة بشريط الحملة الزهري ويحمل شعارها (ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك) حيث ستقوم ​وزارة الصحة​ بتزويد الإدارات والمؤسسات العامة بهذا العلم.

ووجه وزير الصحة العامة نداء من القلب الى كل الأمهات والأخوات والزوجات والبنات لعدم التهاون مع سرطان الثدي. وقال: إن مواجهته أمر سهل، لأن الكشف الدوري السنوي كل سنة أو سنتين، حسب وضع كل سيدة، يحمي الحياة وينقذها من مرض قد يقضي عليها في حال إهماله ويدمر الحياة العائلية. وأكد أنه بموجب هذه الحملة، يمكن إجراء صورة شعاعية شبه مجانية للنساء، على أن يتم السعي لأن تكون هذه الصورة مجانية في مراكز الرعاية الأولية والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع عدد من ​المستشفيات الحكومية​ وعدد من المراكز الطبية.

وتناول جبق موازنة وزارة الصحة وأعلن أنها زادت هذه السنة وبالاتفاق مع ​مجلس الوزراء​ مبلغ خمسة وعشرين (25) مليارًا ما يشكل تطورًا إيجابيًا يساعد على إنجاز الكثير من الأمور الأساسية، خصوصًا أن كلفة العلاجات الحديثة التي بدأ اعتمادها في السنوات الأخيرة باهظة ولكنها فعالة جدا في علاج المرضى وإنقاذ حياتهم.

وتابع وزير الصحة العامة مؤكدًا أن الوزارة تؤمن العلاجات على حساب موازنتها آملا من الجهات الضامنة في لبنان مساعدتها في هذا المجال. وتوجه الوزير جبق إلى هذه الجهات مذكّرًا إياها بأن ​وزارة الصحة العامة​ هي المرجعية الطبية الوحيدة التي يجب على هذه الجهات من ضمان وشركات تأمين الإلتزام بها، وبما تصدره من تعليمات وقوانين وما تضعه من بروتوكولات علاجية، بحيث لا تضع الجهات الضامنة إستثناءات لأدوية أو بروتوكولات أو عمليات تعترف بها وزارة الصحة العامة وذلك لتخفيض الكلفة عنها ما يوقع المريض في مأزق ومشكلة.

وأكد جبق أن ما تقوم به الوزارة على صعيد وضع بروتوكولات الأدوية يتم بالتعاون مع أساتذة متخصصين في كليات الطب وجمعيات لبنانية متخصصة بالأورام والأمراض الخبيثة. وتمنى على كل الجهات الضامنة الإلتزام بهذه البروتوكولات فلا يلجأ المريض إلى وزارة الصحة للحصول على دوائه في حال كان مضمونًا أو لديه تأمين متمنيًا أن الدواء الذي تعترف به وزارة الصحة يعترف به الجميع للإشتراك في تخفيف الأعباء.

مدير عام وزارة الصحة ​وليد عمار​ اوضح أن سرطان الثدي من أكثر الأمراض السرطانية شيوعًا حيث يشكل 42% من أمراض السرطان عند المرأة و21% من الإجمالي العام في لبنان. وقال إن الوزارة تريد إيصال ثلاث رسائل من خلال الحملة؛ أولا أن كل امرأة تعتبر معرضة للإصابة بسرطان الثدي؛ ثانيًا أنه يمكن الشفاء تمامًا من هذا المرض باكرًا؛ ثالثًا إن العلاجات اللازمة لذلك متوفرة. كما أن طريقة الإكتشاف المبكر هي بسيطة وغير مكلفة وبمتناول الجميع وهي عبارة عن فحص ذاتي متكرر للثدي شهريًا إبتداء من عمر العشرين وإجراء صورة شعاعية Mammography كل سنة ابتداء من عمر الأربعين أو من عمر الخامسة والثلاثين للواتي لهن قريبات أصبن بهذا المرض.

وأشار إلى أن وزارة الصحة العامة تحدد تعرفة مخفضة لصورة الثدي وهي 40 ألف ليرة، وتضع لائحة بالمستشفيات والمراكز التي تتعهد الإلتزام بهذه التعرفة خلال الحملة التي تستمر 4 أشهر (أي لغاية 31 كانون الثاني 2020) وقد بلغ عدد هذه المستشفيات والمراكز هذا العام 90 علمًا أن 25 مستشفى حكوميًا ستقدم هذه الخدمة مجانًا.

وطمأن المدير العام لوزارة الصحة العامة أن عدد النساء اللواتي يخضعن لتصوير الثدي يزداد عامًا بعد عام، فبعدما كانت هذه النسبة 11% في بداية الحملات عام 2002 وفقًا لدراسة ميدانية أجريت في حينه، ناهزت هذه النسبة حاليًا الـ 50%. وقد بدأت هذه الحملات تعطي ثمارها بحيث أصبح تشخيص المرض يتم في بداياته، فحوالى 70% من الحالات تشخص حاليًا في المرحلة الأولى والثانية لترتفع بذلك نسبة الشفاء بشكل ملحوظ. كما أن العلاجات المتطورة متوفرة في لبنان وتؤمن وزارة الصحة هذه العلاجات مجانًا بالإضافة إلى تغطية عمليات ترميم الثدي للمرضى لغير المضمونين.