اشارت صحيفة "الغارديان" في مقال بعنوان "مقامرة وخيارات صعبة أمام ​اردوغان​"، الى إنه يمكن أن تنطبق مقولة "إحذر ما تتمناه، فقد تحصل عليه" على الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​. وذكرت إن إردوغان أقنع الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بإعطاء ​الضوء​ الأخضر لغزو ​القوات التركية​ شمال شرق ​سوريا​، والآن يواجه الرئيس التركي خيارات صعبة: إلى أي مدى يستمر ويتوغل؟ من هو العدو؟ وإلى متى يمكن استمرار وتحمل تكلفة عملية كبيرة كهذه؟

وذكرت الصحيفة إن هذه العملية قد تكون أكبر مقامرة لأردوغان المعروف عنه أنه مغامر ولا يهاب المقامرة. واوضحت الصحيفة إن المسؤولين الأتراك يبذلون الكثير من الجهود في إعادة صياغة تعريفهم للعملية العسكرية شمال سوريا، التي بدأت بسلسلة من الهجمات الجوية أمس.

ولفتت الصحيفة الى إن ما وصفه اردوغان على مدى شهور بأنه عملية ضرورية للقضاء على التهديد الإرهابي الكردي تحول بصورة مفاجئة إلى "عملية للسلام" تسعى في المقام الأول لاستهداف تنظيم "داعش".

وذكرت إنه من الواضح أن هذا التغيير في الأهداف جاء نتيجة للغضب والانتقادات في ​واشنطن​ إثر قرار ترامب، حيث واجه اتهامات حتى من أخلص مؤيديه في ​الحزب الجمهوري​ الذين اتهموه بخيانة القوات الكردية التي ساعدته في التغلب على تنظيم "داعش".

واوضحت إن ​تركيا​ غيرت نبرتها من الحديث عن طموحات اردوغان في بسط السطوة على مناطق في سوريا إلى إنشاء "منطقة آمنة"، حيث قال ​إبراهيم كالين​، المستشار الخاص للرئيس "ليس لدى تركيا أي مصلحة في احتلال أي منطقة في سوريا".

وذكرت الصحيفة إن اردوغان يواجه عددا من الأمور المجهولة، من بينها ما إذا كان لدى تركيا القدرة على قيادة الهجوم على تنظيم ​الدولة الإسلامية​. كما أن أردوغان لا علم لديه بالخطوة القادمة لترامب، ولا يعلم ايضا ما قد يبدر من ​روسيا​ أو من ​النظام السوري​، الذي قد يتحين فرصة البلبلة الحادثة الآن لاستعادة السيطرة على بعض المناطق. ولفتت الى إنه لم يتضح حتى الآن موقف الرأي العام التركي إزاء صراع مكلف ممتد. كما أنه إذا نجم عن العملية تبعات إنسانية، فإن أردوغان يعلم أنه قد يواجه ​عقوبات​ أمريكية وأوروبية.