أكد الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​، في تصريحه الأول بعد الإعلان عن بدء العملية العسكرية التركية في شمال ​سوريا​ تحت اسم "نبع السلام"، من مقر حزب العدالة و التنمية، أن "هناك تحديات كبيرة على أرضنا ومؤامرات كثيرة تم إحاكتها ضد ​تركيا​. فبعد أن تغلبنا على كل ذلك، خلقوا لنا ​تنظيم داعش​ وزوّدوا مجموعات إرهابية أخرى بالأسلحة من أجل الإساءة لتركيا وأمنها وقاموا باستخدام الأسلحة كلها ضدنا، لكن لا أحد يمكنه إيقافنا وبمساعدة الله تغلبنا على العقبات كلها وتصدينا للإرهاب".

ولفت أردوغان الى أن "في السنوات الأربع الأخيرة طهرنا أكثر من 4500 موقع للإرهابيين ودمرنا كل المناطق في ​العراق​ وشمال سوريا التي يقطنها إرهابيون، كما قضينا على الممر ​الإرهاب​ي في عملتي "​درع الفرات​" و"غصن الزيتون"، وقد حيّدنا 16 ألف إرهابي، بينهم 8 آلاف و500 خارج حدود البلاد، والبقية في الداخل"، مشددًا على "أننا نؤمن بأن ​الجيش التركي​ سيقضي على كل الإرهابيين من خلال عملية "نبع السلام" التي أطلقناها بالأمس. عملية نبع السلام بدأت أمس والقوات التركية البرية والجوية دمرت مواقع للإرهابيين وسنقوم بتطهير المناطق على ​الحدود التركية السورية​ وتنظيم "بي كا كا" وغيرها لا يعرفون هدف هذه العملية العسكرية، هذه العملية هي من أجل مصلحة سوريا وتهدف الى تحقيق السلام فيها، فضلًا عن الحفاظ على وحدة ​الأراضي السورية​".

واعتبر أن "الدول التي تتكلم الآن وتدين العملية هي من صدّرت الإرهاب فالإرهابيون جاؤوا من ​فرنسا​ و​هولندا​. لا نقبل على الإطلاق انتقاد عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا لمكافحة الإرهاب، في وقت تسرح وتمرح عشرات القوى الأجنبية داخل الأراضي السورية. يقومون بتصنيع الكلام والمصطلحات السياسية ونحن من نقوم بالمكافحة الفعلية في الميدان. العملية التي بدأناها ستؤمن الاستقرار و​الأمن​ لسوريا خلال فترة صياغة ​الدستور السوري​ الجديد. نحن لا نكافح إخوتنا الأكراد في شرق الفرات، بل نقاتل التنظيم الإرهابي، وتركيا ربما تكون القوة الوحيدة المشروعة داخل الأراضي السورية"، مشيرًا الى أن "بعض الدول المهمة يجب أن تكون صريحة وشفافة، فعلى ​السعودية​ النظر في المرآة والنظر الى نفسها وعليها أن تسأل نفسها: "من تسبب بالأزمة في ​اليمن​؟ ما هو حال اليمن اليوم؟ عشرات آلالف الملايين من المدنيين قتلوا. البلاد دمرت بشكل كامل. لا يمكن لأحد ان يندد بأفعالنا لأن ما قمنا به هي من أجل وحدة الأراضي السورية".

وتوّجه أردوغان الى مصر بالقول: "أنت يا مصر لا يمكنك الحديث عنا لأنك لا تستطيعي تحقيق الديمقراطية في بلادك وقمت بقتلها كما أطحت بالرئيس المصري السابق ​محمد مرسي​ وقتلتيه في السجن ولم تسمحي لعائلته أن تدفنه كما يجب. يا ​عبد الفتاح السيسي​ لا تأثير لك على معاركنا وعملياتنا"، منوهًا بأن "كل الدول المشاركة في الناتو وخصوصاً الولايات المتحدة يعرفون القانون رقم 5 وهو أنه يجب مساعدة تركيا".

ورأى أنه " إذا واصل الاتحاد الأوروبي وصفه لعملياتنا العسكرية بالاستعمارية فسنرسل إليهم اللاجئين"، متسائلًا: "هل قامت الدول الأوروبية باستضافة السوريين كما فعلنا؟ لم تقدموا المساعدات، قدمتم الأكاذيب وحسب">

وبيّن أن "الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن قتل الملايين من شعبه وتدمير أراضيه، وإذا ذهب يجب عليكم أن تتركوا المجال للشعب السوري ليقرر مصيره، والشعب السوري بفطنته لن يختار التنظيمات الإرهابية لتحكم الدولة السورية"، كاشفًا عن "أننا سننشئ مناطق سكنية للاجئين الذين سيعودون إلى الشمال السوري بعد تطهيره ضمن عملية نبع السلام".