حمّل السفير السوري في بيروت ​علي عبد الكريم علي​ النظام التركي مسؤولية كبيرة عن الحرب في سوريا. وقال: "نظام الرئيس ​رجب طيب أردوغان​ أردوغان هو الشريك الأكبر في ​الحرب السورية​. لقد ضرب هذا النظام مع القطريين والسعوديين بأمر من الأميركيين، النموذج الأجمل في العالم للحياة الواحدة، التي كانت قائمة بين أبناء ​الشعب السوري​ على اختلاف مكوّناتهم، وواحة مستقرة اقتصادياً، لا ينام فيها سوري واحد جائعاً ولا يموت فيها مواطن على باب مستشفى". وأضاف ان "النظام التركي ومن معه هزّوا قلب الشرق، وحوّلوا ​تركيا​ إلى نقطة العبور الأولى نحو سوريا لعشرات آلاف ​الإرهاب​يين العرب والأجانب والآسيويين. وهذا الدور لأردوغان، بات خطراً استراتيجياً على ​روسيا​ و​الصين​ و​أوروبا​، والعدوان على سوريا أحدث زلزالاً في المنطقة، تركيا أول المتضررين منه".

وعن تطوّرات العدوان على الشرق، رأى ان "مرحلة الأطماع التاريخية قد ولّت، ولن يستطيع أردوغان فعل ما فعله أجداده في لواء اسكندرون"، معتبراً أن "العدوان على منطقة الجزيرة سيكون سبباً لاهتزازات كبيرة في تركيا ومقدمة مراجعة وصحوة لمواقف بعض مكوّنات الشعب السوري، التي تورّطت مع الأميركي والتركي والقوى التي استثمرت في الإرهاب".

وابدى السفير علي في حديث لـ"الأخبار" قلقاً على الوضع اللبناني، محتجّاً على التضييق الذي تمارسه ​المصارف اللبنانية​ على السوريين، موضحا ان "المصارف تتعامل بعقلية "ملكيّ أكثر من الملك"، وهم ينفّذون أكثر بكثير مما يطلبه الأميركيون، وتحديداً على المواطنين السوريين، الذين يُمنعون من فتح حسابات في المصارف اللبنانية، ويتم التضييق عليهم بلا مبرّر".

كما استغرب كيف أن سوريا استطاعت التخفيف من خسائر ​قطاع الكهرباء​ إلى الحدّ الأدنى ورفع مستوى التغذية إلى أكثر من 20 ساعة يومياً في أغلب المحافظات، بعد كل التخريب الذي لحق بهذا القطاع في سنوات الحرب، وكيف أن لبنان لم يستطع حتى الآن حل هذه الأزمة، التي باتت تشكّل خطراً على ميزانية الدولة. وقال: "سوريا عرضت تزويد لبنان بالكهرباء من ثلاثة مصادر، وبأسعار أقل من الأسعار التي يتكلفها لبنان، ومع ذلك لا نرى حلولاً جديّة للأزمة ولا محاولات للاستفادة من العرض السوري. وسمعت أن هناك عرضاً من الأردن قد يتم القبول به، يعني نستجرّ كهرباء عبر سوريا لكن ليس من سوريا. عجيب".

وانتقد علي ​الحكومة اللبنانية​، "التي لا تعير الاهتمام المطلوب للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وعدم الاستفادة من التطورات الميدانية خصوصاً لناحية فتح معبر نصيب مع الأردن و​البوكمال​ مع العراق"، واصفاً الأمر بأنه "تعامل بميوعة وعدم تقدير للضرورات الاقتصادية وخضوع لضغوط خارجية".

وعن ملفّ ​النازحين​، أشار إلى أن هناك "هروباً من مواجهة الحقائق لعلاج هذه الأزمة التي تتطلّب تنسيقاً رسمياً كاملاً مع المؤسسات السورية، خصوصاً أن سوريا لم تتأخر في تقديم التطمينات وإزالة العوائق".

وردّاً على سؤال حول ما يُحكى عن زيارة مرتقبة للرئيس ميشال عون أو وزير الخارجية ​جبران باسيل​ إلى سوريا، قال: "نحن نرحّب بالأشقاء وبأي مراجعة مسؤولة، لكنّ هذا الأمر يعنيكم أنتم، نحن مشغولون باستثمار الإنجازات التي تحقّقت لاستعادة القوّة السورية بالرؤية التي يعمل عليها الرئيس ​بشار الأسد​".