رأت عضو كتلة "المستقبل" النيابية ​ديما جمالي​ أن مسؤولية الأزمات التي نعيشها لا يمكن ان يتحمّلها طرف واحد، مشيرة الى أن دور الخارج يسقط بحال تكاتف اللبنانيون لانقاذ بلدهم، مشددة على أن دور الموازنة وما تتضمنه من إصلاحات لاستعاددة الثقة بلبنان ومؤسساته، لافتة النظر الى أهميّة التسوية الرئاسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني وضرورة المحافظة عليها وتطويرها.

وأضافت جمالي في حديث لـ"النشرة": "الأزمات في البلد تتعدد والأطراف تتقاذف الاتهامات، ولكن في الحقيقة فإن من يتحمل المسؤولية هي الأطراف كافّة ولا يستطيع أيّ طرف أن يدّعي ان لا مسؤولية عليه، ومن هنا يجب ان تتضافر الجهود للخروج من المأزق، فعندما يتكاتف اللبنانيون فإن دور "الخارج" يسقط مهما تعاظم، مع ضرورة التركيز على عدم ارتهان أيّ طرف لخارج لبنان".

واشارت جمالي الى أن اللبنانيين ينتظرون استحقاق الموازنة ببالغ القلق، فخوفهم يزداد من أن تتضمن المزيد من الضرائب، فيما المجتمع الدولي ينتظر الموازنة كي يلمس جدّية لبنان في معالجة الفساد والهدر من خلال الإصلاح والبرامج الإصلاحيّة في الوزارات والمؤسسات العامة لاسيما في قطاع الكهرباء، مشددة على أن الأساس في هذا كله ألاّ تتأخر الحكومة في إقرارها تمهيدا لإحالتها إلى المجلس النيابي كي لا يفقد البلد مصداقيته أمام المجتمع الدولي في ظلّ ما ينتظره لبنان من مساعدات يلحظها مؤتمر "سيدر".

ولفتت جمالي الى أن لا خوف على "سيدر" طالما التوافق اللبناني متواصل لإنجاز الموازنة وتحقيق الإصلاحات التي من شأنها ان تعيد الثقة الدوليّة بلبنان وان تعيد للدولة اللبنانية مواردها بعيدا عن الهدر والفساد، والمؤتمر المذكور فرصة ذهبية أمام الاقتصاد اللبناني الذي يواجه استحقاقات كبيرة بوجود النازحين السوريين والأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة، داعية للنظر الى مصلحة لبنان من دون المصالح الفئوية والحزبيّة، لان هذا الامر فقط سينقذ البلد من محنته وسيعطي المجتمع الدولي حافزا لمساعدته من جديد.

واذ شددت جمالي على أهمية بقاء الحكومة وعدم الدخول في تجاذبات تشكيل أخرى جديدة، خصوصا وان كل الأطراف السياسية ممثلة فيها، تساءلت عن سبب الربط بين الحملات على رئيس الحكومة سعد الحريري وما تطالبه القوات اللبنانية من استقالة للحكومة وبتشكيل حكومة تكنوقراط؟!، مشيرة الى أنه يمكن القول ان للقوات رأيها في هذا الشأن وللحريري ولأطراف أخرى آراء مختلفة.

واضافت: "القاصي والداني يعرف ان لبنان بلد التوافقات ولذلك فان العلاقة بين رئاسات الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة لها تأثيرها على المسار السياسي والاقتصادي في البلد، وهنا لا بد هنا من التأكيد على ان التسوية الرئاسية بين المستقبل والوطني الحر انجزت الكثير وأمامها الكثير، والحريري تحدث اكثر من مرة عن العلاقة الجيدة مع رئيس الجمهورية بالرغم من كل الحملات ومحاولات الإساءة إلى هذه العلاقة".

اما بشأن زيارات رئيس الحكومة الخارجية، فرأت جمالي انها تحمل للبنان كل الخير، وخير دليل على ذلك نتائج الزيارة إلى دولة الإمارات حيث يعمل مئات الآلاف من اللبنانيين، معتبرة أن الزيارة اعادت لبنان إلى العمق العربي الخليجي، مثمّنة ما ظهر من دعم اماراتي على المستويين الاقتصادي والسياسي، وقرار السماح للإماراتيين بالسفر إلى بيروت.

وخصلت جمالي بالتأكيد على أن "مشاريع طرابلس في صميم اهتمامنا جميعا كنواب تيار المستقبل، وخصوصا رئيس الحكومة الذي يعمل من اجل نهضة المدينة، فهي عاصمة الشمال وتحتاج إلى الكثير من المشاريع الانمائية الملحوظة في مؤتمر سيدر، وهناك أيضا مشاريع أخرى تعمل عليها الحكومة والفعاليات بشكل دؤوب، ومنها المنطقة الاقتصادية الخالصة ومدينة الابتكار والمعرفة فيمعرض رشيد كرامي الدولي.