ماذا قال ​جبران باسيل​ لتُفتَح نيران الجحيم عليه؟

ماذا قال غير ما يقوله كل ​لبنان​ي مخلص يريد أن يعالج مشكلة مليون ونصف مليون نازح سوري على أرضه؟

قال جبران باسيل: "أنا أريد أن أذهب إلى ​سوريا​ لكي يعود ​الشعب السوري​ إلى سوريا كما عاد جيشها".

السيادي الحقيقي يريد سوريا في سوريا بجيشها ونازحيها وشعبها.

أنا أريد أن أذهب إلى سوريا لأني أريد للبنان أن يتنفّس بسيادته وباقتصاده.

سنواجه توطين ​اللاجئين​ أو النازحين كتهديد وجودي باستخدام الديمغرافيا من أجل تصفية الكيان.

هل هذه هي الجريمة في ما قاله؟

مَن من اللبنانيين لا ينقُّ ليلًا ونهارًا بأن ​النازحين السوريين​ يخنقون إقتصادنا :

يستهلكون ​الطاقة الكهربائية​ مجانًا .

يستهلكون ​البنى التحتية​ مجانًا .

ينافسون اللبنانيين في أعمال ​الزراعة​ و​الصناعة​ وفتح المتاجر والمحلات .

فحين يأتي مسؤولٌ جريء، كالوزير جبران باسيل، ليقول ما قاله بالنسبة إلى عودة السوريين إلى بلدهم، فهل يكون ارتكب جريمةً؟

لماذا لا تدعونه يحاول؟ أم تَفَضّلوا أحملوا هذا الملف الكبير عنه؟

البعض لا يريد له ان يذهب لأنه لا يريد ان يعترف ب​النظام السوري​، ولكن، هل مسألة بقاء النظام السوري أو عدم بقائه، هي رهنٌ بالموقف اللبناني؟

حين تكون ​روسيا​ في قلب سوريا وداعمةً للنظام السوري .

وحين تنسحب ​واشنطن​ من سوريا .

وحين "تتسابق" الدول الاوروبية على فتح خطوط اتصال مع سوريا،

فهل مسألةُ بقاء النظام أو عدم بقائه مرهونة بزيارة وزير لبناني لدمشق؟

رجاءً خفِّفوا من "تبسيط" الأمور !

***

أكثر من ذلك، كم من وزير في هذه ​الحكومة​ زار دمشق؟ فلماذا لم تُثر أي ضجة على زياراتهم كما تُثار الضجة اليوم على زيارة باسيل المرتقبة .

ليحاوِل، فإذا نجح يكون قد حقق للبنان ما لم تحققه الدول، وإذا لم ينجح يقول: لقد حاولت .

أما مَن يعترضون من الدول على قرار الوزير باسيل فإننا نسألهم: ما هو عدد النازحين السوريين لديكم؟ إذا كنتم لا تريدون للوزير باسيل ان يقوم بخطوته، فتفضلوا واستضيفوا جزءًا من النازحين الموجودين في لبنان، هكذا تترجمون حرصكم على لبنان وتخففون عنه اعباء النازحين، وتُعفون الوزير باسيل من زيارة دمشق. أما إذا كنتم ترفضون استقبال جزء من النازحين فرجاءً خففوا من وعظكم ونصحكم لأن الذي في النار غير الذي يتفرج عليها .

***

الوزير باسيل لم يكتفِ بجرأة الجهر بانه سيزور سوريا، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير في الملفات الداخلية ليصل إلى القول :

" أنا أريد أن أصارح شعبنا بأن حكامه لا يبدون مستعدّين للتغيير، فهم أصحاب ذهنية مختلفة عنّا تستسهل التبعيّة والتسليم للحرب الاقتصاديّة التي تُشنُّ علينا وتوهمنا أننا مفلسون منهارون، فيما نحن أغنياء إنّما منهوبون!

ارفعوا صوتكم معنا في مطالبنا كقانون استعادة الأموال المنهوبة، وقانون رفع الحصانة وقانون رفع السريّة المصرفيّة. أنا بمبادرة مني رفعتها. طالبوا غيرنا بأن يفعل مثلنا عوض أن تحسبونا مثل غيرنا."

***

أمس في هذه الصفحة كتبنا ما قاله الوزير باسيل قبل ان يقوله. كتبنا "عُد الجنرال"، وها هو الوزير باسيل يقول "الوقت يمرّ"، الناس ونحن نطالبك أن لا تنتظر طويلاً، واليوم الذي تشعر فيه أنّك لم تعد تستطيع أن تتحمّل، نطلب منك أن تضرب على الطاولة ونحن مستعدون لقلب الطاولة!

"نحنا منطلع على ساحة قصر الشعب، وأنت بترجع تتصرّف متل العماد عون يمكن أحسن من الرئيس عون".