شدّد عضو كتلة "المستقبل" النائب ​محمد الحجار​ على أن "ليس واضحاً بَعْد إذا كانت الخلفيّة الحقيقية لإعلان وزير الخارجية ​جبران باسيل​ عن زيارته ​سوريا​ تأتي من منطلق تسوية خارجية جديدة، فالكلام كثير في هذا الإطار، ولكن لا مصلحة لديه في وضع ​واشنطن​ بمواجهة معه في النهاية".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أننا نريد أن نتعامل مع نتائج زيارته، وليس مع أسبابها، فما يهمّنا هو أن يضع مصلحة البلد في الحساب، قبل أي شيء آخر، في إطار إعادة ​النازحين السوريين​ الى سوريا ومع العلم أن مصلحة البلد تكمُن اليوم في أن لا نذهب الى الأمور الخلافية"، لافتاً إلى أنه "لا يُمكننا أن نمنع حصول ما يُفيد البلد، ولكننا نُخرج أنفسنا في الوقت نفسه من تبنّي ما سيقوم به وزير الخارجية ومن هنا، نرى دقة المرحلة والحالة القائمة على الزيارة".

وأضاف الحجار:"يقول باسيل إنه يزور دمشق لإعادة النازحين، ولكن زيارته لن تقدم أو تؤخر في هذا الموضوع، لأن الموضوع أكبر من زيارة وزير سوريا"، مشيراً إلى ان "​روسيا​ بمبادرتها لم تتمكّن من تحقيق إعادتهم الى الآن، فيما ​الفاتيكان​ لم يتمكّن أيضاً من الحصول على ما يقول إن عودتهم تأمّنت بالكامل. ولا حتى أي جهة دولية تمكّنت من فعل أي شيء في هذا الإطار ورغم ذلك، لا نقول إن خطوة الوزير باسيل لا تجوز بالمطلق. فهو يذهب الى هناك على مسؤوليته، وليس بطلب من الحكومة ال​لبنان​ية، ولا على أساس أن يحضّر لتطبيع العلاقة مع ​النظام السوري​، فالعلاقة مع النظام لا تزال مسألة خلافية الى الآن".

وأكد "إننا أكثر من عانى من النظام السوري، وصولاً الى التفجيرات والإغتيالات التي حصلت في لبنان والشكوك التي تحوم حول النظام السوري في تنفيذها، وعلى رأسها اغتيال رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ وننتظر حكم ​المحكمة الدولية​ للبتّ في هذا الموضوع"، مشيراً إلى ان "هذا النظام ميؤوس منه، ومن التعاطي معه على المستوى البعيد، لأنه يحاول أن يلعب على الجميع لتحقيق مصلحته. وهذا هو الواقع الذي لا يمكن لأحد أن يخفيه أو ينكره والخطورة الأكبر الآن، هي أن النظام السوري صار في السنوات الأخيرة ورقة في يد ​إيران​ أكثر من السابق، والكلّ يُدرك خطورة ذلك"، مضيفاً "بعيداً من السجالات، يبقى الأهمّ هو إخراج المواطن اللبناني من مشكلته الإقتصادية والإجتماعية والشكوك من نتائج الزيارة كبيرة، ولكن الأيام القادمة ستوضح كلّ شيء".