اشارت صحيفة "التايمز" الى إن الرئيس الروسي فلاديمير ​بوتين​ يتصدر الحوار السياسي مع تركيا بخصوص عمليتها العسكرية شمالي سوريا، بعدما أدار الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ ظهره للولايات المتحدة. واوضحت إن الرئيس بوتين هو الذي سيشرف على تفتيت شمالي سوريا بعدما أدار الرئيس أردوغان ظهره لتدخل أميركي، باحثا عن مساعدة روسية لإنهاء ​الأزمة​ الحدودية.

وسيسافر أردوغان إلى ​موسكو​ لمقابلة بوتين في نهاية الشهر لبحث الحملة العسكرية التي تشنها بلاده على المسلحين ​الأكراد​. ويجري الرئيس التركي هذه المحادثات قبل مقابلته الرئيس الأميركي يوم 13 تشرين الأول. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال إن المحادثات بين بوتين وأردوغان ستتناول "حماية وحدة تراب الجمهورية السورية مع مواصلة الحرب على بقايا الجماعات المسلحة".

وعبر ترامب عن عدم اكتراثه لتقدم روسيا لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الأميركي، واصفا قراره بأنه "جيد من الناحية الاستراتيجية"، مضيفا أن المسلحين الأكراد، الذين ساعدوا في دحر تنظيم داعش "ليسوا ملائكة". وذكرت أن الرئيس التركي رفض استقبال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصل إلى أنقرة يطلب وقف إطلاق النار. ورفض أيضا في البداية استقبال نائب الرئيس الأميركي ​مايك بنس​ قبل أن يلين في موقفه.

ورأت أن مواقف الرئيس التركي دليل على تراجع نفوذ ترامب عند أنقرة، وهو ما يفتح الباب أمام بوتين لضم تركيا إلى صفه أكثر، وتعميق الخلاف في ​حلف شمال الأطلسي​ ناتو. وساعدت روسيا أيضا في التوصل إلى اتفاق بين المسلحين الأكراد و​الحكومة الروسية​. وسمح هذا الاتفاق للقوات الحكومية بدخول المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون الأكراد، ووقف الحملة العسكرية التركية بهدف إنشاء "منطقة آمنة" على الحدود بعمق 20 ميلا على طول 300 ميل من الحدود. وأكدت روسيا على أنها لن تسمح ب​اشتباكات​ بين ​القوات التركية​ والسورية، وهو ما يعني، حسب الكاتب، أن بوتين هو الذي يحدد مدى نجاح العملية العسكرية التي يقودها أردوغان.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول في "​قوات سوريا الديمقراطية​" قوله إن بنود الاتفاق مع ​الحكومة السورية​ تنص على انتشار القوات الحكومية على طول المنطقة الحدودية، ولكن الاتفاق يسمح للمسلحين الأكراد المشاركة مع القوات الحكومية السورية في إبعاد المسلحين المناوئين لتركيا من ​الأراضي السورية​.

واعترف المسؤول الكردي أن الحكومة السورية لم تقدم أي وعد بخصوص الاستقلال الذاتي بعد انتهاء الأزمة وعودة الاستقرار والنظام إلى البلاد.