اشار ​السيد علي فضل الله​ الى انه "بعد ان توفّرت الظّروف لإيقاف ​الحرائق​ البيئية في البلد، يصرّ البعض على إيقاد الحرائق السياسيّة، من خلال الإبقاء على السجالات في الشارع ومن على المنابر، بدلاً من نقلها إلى داخل المؤسسات، التي هي المكان الأنسب لدراسة كلّ هذه القضايا، انطلاقاً من مصلحة البلد، وبعيداً من الشعبوية التي باتت تمثل ​السلاح​ الأمضى للقوى السياسية لشد عصب جمهورها"، معتبرا ان "مسؤوليّة القوى السياسيّة أن تكون أمينة على مصالح جمهورها، فلا تحوّله إلى قنابل متفجّرة في وجه بعضه البعض، لحساب مصالح سياسيّة أو طائفيّة أو مذهبيّة لا تسمن ولا تغني من جوع".

وراى فضل الله في كلمة له خلال خطبة الجمعة ان "​الدولة​ عادلت إلى الأسلوب الَّذي اعتادت عليه، وهو مدّ يدها إلى جيوب المواطنين من ذوي الدخل المحدود، من دون أن تأخذ بعين الاعتبار الواقع المزري الَّذي وصلوا إليه، والتحذيرات من كلّ الحريصين على استقرار هذا البلد، فكانت القرارات الأخيرة التي أدّت إلى أن يشعر ​اللبنانيون​ بأن لا خيار لهم إلا النزول إلى الشارع، رغم معرفتهم بتداعيات هذا النزول، ومن يمكن أن يستغلّه، وحتى أن يفقده صفاء الأهداف التي كان لأجلها"، مضيفا:"حسناً فعلت الدّولة عندما تراجعت عن الخطأ وسارعت إلى إلغاء بعض هذه الإجراءات، ولكن هذا لم يعد يكفي لإزالة النقمة الشعبية واستعادة الثقة التي أصبحت مفقودة بالدولة وبكلّ رموزها".

واكد فضل الله ان "على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار ما جرى، بعد أن أصبح واضحاً أنَّ هناك أساليب جديدة في تحريك الشارع ليس بالمقدور ضبطها، وأن خطوطاً حمراء كانت موجودة تم تجاوزها، وأنَّ ​اللغة​ التي كانت تستخدم في تبريد الشارع من خلال إرهابه أو تخويفه لم تعد ذات شأن، وباتت عنده إجراءات شكليّة"، معتبرا ان "على الدّولة أن لا تجدّد الرهان على أنّ هذا الشَّعب يسهل إسكاته بدغدغة مشاعره وأحاسيسه الطائفية أو المذهبية أو بتخويفه من الآخر. لقد أصبح أكثر وعياً وتوحداً، ولم تعد تلك هذه الأساليب ذات جدوى".

ودعا فضل الله الدولة الى "القيام بكلّ الإجراءات التي تعيد إلى اللبنانيين الثقة بهم، وإن كان الأمر لم يعد بسيطاً، وأصبح بحاجةٍ إلى عمليات جراحية تستأصل جذور ​الأزمة​"، مؤكدا "اننا لا نريد أن يدخل البلد في المجهول، لكنَّ الكرة الآن في ملعب الطبقة السياسيّة بكل عناصرها ومكوّناتها، ولا يجوز لأي مسؤول أن يتهرب من تحمل المسؤولية، والكلّ لا بدّ من أن يتعاونوا لإنقاذ البلد من الانهيار".

وشدد على ان "​الساعات​ القادمة ينبغي أن تكون حاسمة، والعلاج غير ميؤوس فيه، شرط أن يؤخذ القرار بالخروج من دولة المزرعة إلى دولة يشعر فيها الإنسان بكرامته وعزته، بعيداً عن كل الاعتبارات الأخرى".