أكّد رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​، "أنّنا كنّا وسنبقى عائلة اسمها لبنان، بعيدًا عن المزايدات على الشاشات منذ الأمس. وجع اللبنانيين وجع حقيقي وأنا أعترف به، وأنا مع كلّ تحرّك سلمي للتعبير عنه، ولكن كيف يجب حلّه وهذه هي المسؤوليّة الّتي كلّفنا بها الشعب باللبناني؛ ومنذ 3 سنوات أعمل على تقديم حلول حقيقيّة". وركّز على أنّ "بلدنا فُرضت عليه ظروف خارج إرادته وهو يصرف أكثر من مدخوله، ونحن لا نستطيع الإكمال على هذه الحال".

ولفت في خطاب من ​السراي الحكومي​، إلى أنّ "الكهرباء تكلّف الدولة 2 مليار دولار في السنة، وسلسلة الرتب والرواتب الّتي نلتزم بها تكلّف الدولة 2 مليار دولار إضافيّة"، موضحًا "أنّنا نعمل على تخفيف الفرق بين المدخول السنوي والمصروف السنوي، والحل الحقيقي هو زيادة المدخول في البلد وزيادة النمو الّذي يخلق فرص عمل، ولأنّ الحل لا يمكن تنفيذه بإمكاناتنا لوحدنا، اتّفقنا مع شركائنا بالوطن وذهبنا إلى المجتمع الدولي".

وشدّد الحريري على أنّ "الإصلاحات لا تعني الضرائب بل الطريقة الّتي يعمل بها لبنان، الّتي يجب أن تتغيّر لأنّه لا يمكن أن نعيش في سنة 2019 ونعمل بقوانين منذ الستينيات. وأنا أبلغت أصدقاءنا في المجتمع الدولي، وطلبت منهم ضخّ الأموال بناءً على الإصلاحات الّتي قرّرناها والتزموا بتقديم 11 مليار دولار".

وبيّن "أنّني عدت إلى شركائنا في الوطن وسألتهم إذا كان الحل غير ما قمت به قالوا كلا، ولم يعترض أحد، ولم تبقَ "فركوشة" لم يتمّ وضعها أمامي، وإصلاح الكهرباء وحدها تمثّل توفير 2 مليار في السنة، ونحن حين وصلنا للنهاية قال لا يمشي، ونحن خفّضنا النفقات لأقصى درجة ووصلنا إلى اتفاق وحين نصل إلى خطّ النهاية هناك من قال لا يمشي". وذكر "أنّنا جئنا على تعيين الهيئات الناظمة هناك من قال لا تمشي، وإمّا أن نقضّيها تصفية حسابات على حساب الناس أو على حساب الخارج الّذي اتّفقنا على تشجيعه على الاستثمار في لبنان، وكلّ لجنة وزارية 9 وزراء. حكومة وحدة وطنيّة "فهمنا" ولجان وحدة وطنيّة ولا شيء "يمشي".

وأشار إلى أنّ "الغضب أكيد نتيجة الأوضاع المعيشية، ومسبّبه مستوى السلطة السياسي في البلد والتردّد بالقرارات وتعطيل الدولة بكل مشكل صغير وكبير، وهناك من هو سعيد بما يحدث، ونزلت منها مجموعات الى الشارع رغم ان الشارع نزل ضد الجميع "منا وبالجر"، ولكن هذا كله لا يلغي ان هناك وجع حقيقي انفجر بالامس". ونوّه إلى أنّ "الناس اعطتنا اكثر من فرصة خلال 3 سنوات وانتظرونا لفتح العمل ولكن الجميع مرتاح على وضعه، ويعمل على تسجيل النقاط على الاخرين، واللبنانيين انتظروا خلال تعطيل تشكيل ​الحكومة​ الجدية بالعمل ولكن لم نقدم الا العراضات".

كما كشف الحريري أنّ "هناك الكثير من ينتظر أن "يبلّ" يده بسعد الحريري ورمى زعرانه علينا مثل ايام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وهذا الشيء مقدور عليه وينحل في حينه"، لافتًا إلى "أنّني ذهبت إلى التسوية السياسيّة كي لا ينهار البلد، وقلبت الطاولة على نفسي كي لا ينهار البلد، وأنا أجول بين بلد وآخر كي نفتح الاستثمار، وبعد ما حدث بالأمس بدأت أرى الامور بعيون ثانية. الناس وجّهت لنا رسالة وكانت بإنتظارنا كي نوجه لها الرسالة".

وأعلن أنّه "مهما كان الحلّ لم يعد لدينا وقت، وأنا شخصيًّا أعطي نفسي وقتًا قصيرًا، وإمّا أن يعطي شركاؤنا في الوطن جوابًا صريحًا حول الحلّ، أو يكون لي كلام آخر والمهلة قصيرة جدًّا أي 72 ساعة".