عبّر ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ في كلمة القاها من ​لاغوس​ في ​نيجيريا​ عن "فخره بـ "الجاليات ال​لبنان​ية، أينما وجدت في بقاع الارض، لما تكتنزه من قدرات وتحققه من انتصارات في عملها ومهاراتها ومساهمتها بشكل رئيسي وكبير في البلدان المضيفة، ومن دعم للبنانيين في لبنان"، مضيفا: "لقاءنا مصحوب بجرح كبير في قلوبنا لما جرى ويجري في وطننا الحبيب لبنان اليوم"، مشددا على أننا "هنا نزور رعايانا لنتشارك وإياها تطلعاتها وتمنياتها بمستقبل أفضل، ولكن قلبنا مع اخوتنا في لبنان ومع ​الشعب اللبناني​ الذي يعبر عن وجعه وجوعه ومرارته وفقدان ثقته الكاملة بالسياسيين الذين أوصلوه الى هذا الواقع المر".

وأشار الى أننا "تضامنا معهم بمطالبهم"، مشددا على اننا "لسنا متضامنين ابدا مع احد بإحداث الخراب والاعتداء على الأشخاص وعلى الأملاك العامة والخاصة، ولسنا متضامنين ابدا مع من يقود التظاهرات الى مسار سلبي لا يعبر عن حضارة شعبنا".

واوضح أننا "نحن متضامنون معهم بالمطالب المحقة، ولكننا نرفض بشكل مطلق وقاطع ما حصل من اعتداءات وإساءات للأشخاص وتشويه للعاصمة ​بيروت​، ونحن ضد الوسيلة الهمجية التي استعملت من قبل البعض، لاننا نعي جيدا دور الطابور الخامس في مثل هذه التحركات، وهو يريد الدمار والخراب ونحن ضده بشكل واضح وعلني"، مضيفا: "كما اننا نود القول انه لطالما نبهنا وقلنا لا سيما في خلال المرحلة التي سبقت تأليف ​الحكومة​، والتي استمرت لنحو ثمانية اشهر، ان تسمية الحكومة بحكومة الوحدة الوطنية لا يعني انها حكومة وحدة وطنية، فهي لن تتمكن من تحقيق اي إنجاز لانها تشكلت من أخصام سياسيين أرادوا تصفية الحسابات فيما بينهم واتفقوا على امر واحد وهو ​المحاصصة​ في أموال ​الدولة​ وتغطية ​الفساد​ المشترك الذي اوصلنا الى هنا مع خزينة فارغة".

واشار الى أن "لبنان لا يقوم بهذا الشكل، وانما هو بحاجة لطريقة أخرى، نحن في حالة نزاع وحالة استثنائية ونحن بأمس الحاجة الى ابطال الى أشخاص يتسمون بنظافة السيرة والكف وهدفهم القيام بلبنان وليس الاستفادة من الدولة ومقدراتها المادية على حساب الشعب"، مؤكدا أن "هذا جرحنا جميعا، ونأمل ان يقر المسؤولون في لبنان بأخطائهم وفشلهم ويكونوا على مستوى المسؤوليات التي أوكلت اليهم ويعرفوا انهم هم من أوصل البلاد الى هذه الحالة، وعليهم ايجاد الطرق الناجحة للإصلاح"، مشددا على أن "هذه مطالب نضعها أمام ضمائرهم ومسؤولياتهم. حرام ان يتحول شعبنا اللبناني الأبي والنبيل الذي يعيش بكرامة الى شعب يحرق الإطارات ويقطع الطرقات وينفذ الإضرابات والتظاهرات. هذا ليس الشعب اللبناني، لان الشعب اللبناني في الأصل هو الشعب المنتج المعطاء والخلاق. لذلك نرفض ان يجعلوه شعبا مذلا ومذلولا بهذا الشكل".

وأكد أن "صلاتنا لكي يلهم الرب المسؤولين للخروج من هذه ​الأزمة​ ويلهم شعبه لكي يتحمل هذه الأزمة ليتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، لا سيما بوجود أشخاص ثقافتهم الهدم والخراب"، مشددا على أننا "ايماننا كبير بوطننا لبنان وهو يمر بأزمة ولكنها قابلة للحل فالأسباب التي أوجدتها لا بد من ان تصحح وتعالج بالحلول اللازمة".