اعتبر "الحزب الشيوعي ال​لبنان​ي" أن "التحركات الاحتجاجية هي انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول، فما يحدث الآن في كل المناطق اللبنانية هو، وبكل المقاييس التاريخية والسياسية، انتفاضة لا تقتصر على فرض سحب مشروع للضرائب من هنا أو تقليص مداخيل لتحالف السلطة ورأس ​المال​ من هناك. إن ما يحدث هو تعبير حي عن استعداد ​الشعب اللبناني​ لفرض تغيير في تكوين السلطة وتداولها من جهة، وفرض سياسات اقتصادية اجتماعية جديدة لمصلحة ​العمال​ والموظفين و​الشباب​ و​الطلاب​ والحرفيين والفئات المتوسطة والفقيرة من جهة ثانية".

وفي بيان له، اعتبر الحزب أن "الإنتفاضة الشعبية التاريخية الحالية أسقطت كل رهان على إمكانية إنتاج سياسات، لطالما تولى أصحاب السلطة والرأسمال إجبار الشعب اللبناني على قبولها منذ عقود طويلة، عبر الاستخدام المكثف لآليات التحكم، وأهمها:

- ​سياسة​ إعادة توزيع زبائنية يتم تمويلها عبر الإقتطاع من المال العام.

- الاستخدام المكثف للتوتير الطائفي تكريسا للإنقسامات المذهبية بين اللبنانيين.

- استمرار الارتهان لإملاءات المؤسسات الرأسمالية الدولية والدول الخارجية التي صادرت جزءا أساسيا من القرار السيادي الوطني".

وأعلن أن "​الحزب الشيوعي اللبناني​، وفي هذه المرحلة المفصلية من ​تاريخ لبنان​، يطرح مبادرته، إنطلاقا من قناعته بأن لا بديل إلا بإعادة تكوين النظام السياسي في لبنان، ومن خلال الإجراءات الفورية الآتية:

- استقالة ​الحكومة​ الحالية فورا.

- تشكيل حكومة وطنية انتقالية، من خارج ​منظومة​ الحكم الحالية، تتولى تنفيذ المهمات الأساسية التالية:

1- إجراء ​انتخابات​ نيابية مبكرة، خارج القيد الطائفي، استنادا إلى ​الدستور اللبناني​ (المادة 22).

2- إتخاذ إجراءات فورية، تبدأ باستعادة المال العام المنهوب، ووضع نظام ضريبي عادل يطال بالدرجة الأولى الأرباح الرأسمالية والفوائد والريوع والثروة.

3- إعادة تكوين وتفعيل مجمل آليات الحماية الاجتماعية تأمينا لحق المواطن في العلم و​الصحة​ والعمل والنقل والسكن والتقاعد والحفاظ على ​البيئة​.

4- صياغة رؤية اقتصادية بديلة للنهوض ب​الاقتصاد​ الوطني وقطاعاته المنتجة كبديل للسياسات الاقتصادية المتبعة منذ عام 1992، والتي أعدمت فرص النمو الاقتصادي ودمرت ما تبقى من شبكات ​البنى التحتية​، لا سيما ​الكهرباء​، ووسعت دائرة ​البطالة​ و​الفقر​ وهجرة ​الكفاءات​".

وأكد الحزب "ضرورة التعاون وأهميته، لإنتاج أطر عمل مشتركة من قبل المنتفضين في الشارع ومن كل المعنيين بتنظيم الانتفاضة وتصعيدها في ​بيروت​ والمناطق من أجل تحقيق أهدافها".