علمت صحيفة "​الشرق الأوسط​" أن "​السفراء العرب​ والأجانب لم يتوقّعوا حجم المشاركة الشعبية التي بعث المشاركون فيها برسالة أنها كانت عابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب والتجمّعات السياسية، وتحديداً تلك الممثلة في ​الحكومة​، وسجّلت في الوقت نفسه خرقاً من محازبيها وجمهورها الذي لم يتردد في النزول إلى الساحات، وهذا ما شكل إرباكاً لها فحاولت استردادهم من خلال استجابتها لمطالبهم دونها تغيير السلطة الحاكمة".

ولفت مصدر وزاري الى أن "الأحزاب لم تتمكن من استيعاب جمهورها ومحازبيها الذين أطلقوا صرخة مدوية جاءت تعبيراً صادقاً عن أوجاعهم وآلامهم التي لم تلق منهم أي تجاوب، واضطرت متأخرة، لمحاكاتهم من خلال وضع ورقة إنقاذ اقتصادية يتعامل معها البعض ممن نزلوا إلى الساحات، على أنها غير كافية ما لم تكن مقرونة بخطوات يراد منها إعادة إنتاج السلطة السياسية على المستويات كافة"، مشيرة إلى أن "الثنائي الشيعي وتحديداً "​حزب الله​، لا يزال يراقب ردود الفعل في الساحات للتأكد من عدم وجود جهات إقليمية ودولية معادية له قررت ركوب موجة التحرك الشعبي واستغلالها لإضعافه، ثأراً منه على مواقفه وأبرزها تلك التي أملت عليه التدخّل أمنياً وسياسياً في شؤون عدد من ​الدول العربية​ لزعزعة الاستقرار فيها لمصلحة محور الممانعة بقيادة ​إيران​".

وأكدت أن "الحزب لن يلوذ بالصمت في حال أنه تلمّس بالأدلة والبراهين وجود قوى خارجية معادية له تقوم باستغلال الانتفاضة الشعبية لاستهدافه ​البيئة​ الحاضنة للمقاومة، وبالتالي سيكون له الرد المناسب لإحباط أي مخطط معادٍ له تقف خلفه ​الولايات المتحدة الأميركية​".

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر وزارية نيابية، أن وقوف الأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصر الله​ إلى جانب ​رئيس الجمهورية​ وتأكيده أنه باق على رأس ​الدولة​، وأن الدعوة لاستقالته مرفوضة، قوبل باعتراض من جهات سياسية بعضها على تحالف مع الحزب"، معتبرة أنه "من حق نصر الله الدفاع عن حليفه ورفضه الدعوات لاستقالته، لكن ما المانع من أن يوازن موقفه بسرد بعض الملاحظات على أداء العهد القوي وأيضاً على وزير الخارجية ​جبران باسيل​، خصوصاً أن أكثر من مسؤول في الحزب يبدي امتعاضه من تصرفاته وممارساته ومن تعاليه في مخاطبة الآخرين وإن كان من ينتقده يتفادى تظهير انتقاداته له إلى العلن".

وسألت المصادر الوزارية والنيابية "كيف يسمح رئيس الجمهورية، لباسيل، بالتحدث من منبر الرئاسة الأولى حتى لو استأذن صاحبه"، كاشفة أن "ما صدر عن باسيل أحرج عون وكان يجب على وزير الخارجية الانتقال إلى أحد مراكز "​التيار الوطني الحر​" الموجودة بكثرة في المنطقة المحيطة ب​القصر الجمهوري​، بدلاً من أن يفسّر ما قاله وكأنه ينطق باسم "العهد القوي" الذي يُطلب منه بأن يكون على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء".

كما سألت هذه المصادر عن "الأسباب التي حالت دون أن يبادر الرئيس عون إلى مخاطبة المحتشدين في الساحات، على الأقل كما فعل رئيس الحكومة؟"، ورأت أن "باسيل ومعه أبرز الصقور في فريقه الوزاري باتوا يشكّلون ثقلاً وعبئاً على رئيس الجمهورية، وهذا ما يبرر طلب جهات رئيسة في الحكومة ضرورة إجراء تعديل وزاري يمكن أن يأتي في سياق وجود رغبة للقيام بحركة تصحيحية، تؤدي إلى استبعاد عدد من الوجوه الوزارية النافرة والموجودة في الحصة الوزارية لأكثر من طرف في الحكومة".