لفت رئيس قسم الاستخبارات السابق في جهاز ​الموساد​ حاييم تومار إلى أن "​إسرائيل​ يجب ان تكون واضحة فيما يتعلق بمصير ​الأكراد​، لأن التغيرات الحاصلة في المنطقة، والسلوك الذي ينتهجه الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، وعلاقة إسرائيل مع الأكراد، كل ذلك يتطلب من إسرائيل إبداء مزيد من اليقظة والحذر"، مشيراً إلى ان "شيئا ما أساسيا قد تغير في ​البيئة​ المحيطة بإسرائيل عقب انسحاب ​القوات الأميركية​ من شمال شرق ​سوريا​، وتحديدا من المناطق الكردية، ولا شك أن انصراف ​الولايات المتحدة​ من المنطقة، مقابل الإنجازات التي يحققها الطرف الثاني تترك بصماتها على تغير جوهري تشهده المنطقة".

وأكد أن "عوامل تراجع الردع الأميركي تنبع من أمرين أساسيين: ترامب يحسب كل خطوة يقوم بها بمعيار ​الانتخابات​ القادمة، مع وجود معارضة أميركية داخلية كبيرة للتضحية بالجنود الأميركيين في معارك ليست أميركية، إضافة لذلك فإن ترامب لا يجد نفسه ملزما بمواقف محددة مسبقا، لأنه عرضة للتقلب في كل لحظة، ومن الصعوبة بمكان أن نفهم ​السياسة​ التي توجه ترامب".

وأشار إلى أن "لدينا وزير خارجية أكبر دولة في ​العالم​ منفصل عن طبيعة اتخاذ القرارات الهامة في ​الدولة​، ولا يوجد مستشار أمن قومي أميركي منذ إقالة ​جون بولتون​، ولدينا وزير دفاع تجمع كل الآراء الأميركية أنه شخصية شاحبة"، لافتاً إلى أن "النظر إلى الصمت الذي يخيم في الولايات المتحدة على الموضوع الإسرائيلي مثير للقلق، وكأن هناك كتفا باردا باتجاهنا منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وترامب رجل عدواني، ومنذ أن ثبت لديه أن بنيامين نتنياهو غير قادر على تشكيل ​حكومة​، اختار أن يجعله في معسكر الخاسرين".

وأكد أنه "من الأهمية بمكان أن تعلن إسرائيل موقفا واضحا محددا تجاه القضية الكردية، هناك اتصالات قديمة بين الإسرائيليين والأكراد، ولأن كل من هو على صلة بهذا الموضوع من الجانب الإسرائيلي لا يرفع صوته، فهذا أمر يزعجني، دون الدخول في التفاصيل العملياتية، أقول لكم إن إسرائيل بإمكانها أن تساعد الأكراد، لأنهم في نهاية اليوم بحاجة إلى سلاح"، موضحاً أن "إسرائيل تستطيع القيام بأمور معقدة في هذه ​الأزمة​، فمصير الأكراد مرتبط بمصير ​اليهود​، وليس صحيحا تجاهل هذه الحقيقة، لأن ما يحصل لهم اليوم يوازيه في الوقت ذاته تقوية ​روسيا​ و​إيران​ وسوريا بصورة جوهرية".

وشدد على أن "الحديث المتداول في إسرائيل عن الحاجة للحديث مع حليف جديد يمكن الوثوق به مثل ​فلاديمير بوتين​، فنحن نتحدث مع الروس طيلة الوقت، لكن إسرائيل تجد نفسها في حالة ضعف داخلي، كل العالم يعرف ماذا يحصل لديها من الداخل، حتى أننا لدى بوتين نجد أنفسنا في موضع قوة تتراجع"، مشيراً إلى أن "بوتين ليس صديقنا، لأنه يتحدث طيلة الوقت مع ​أردوغان​، في النهاية إسرائيل ملزمة بإيجاد لاعب دولي قادر على التدخل في أي لحظة، ويدير مواجهة عسكرية شاملة، مع التأكيد على أنه دائما في السياسة لكل شيء ثمن".