علق ​السيد علي فضل الله​، خلال خطبتي صلاة الجمعة، على إستقالة ​الحكومة​، مشيرا الى "أننا كنا نأمل أن لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وأن لا يقع البلد في الفراغ الذي نخشى آثاره وتداعياته، ولا سيّما في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، ولكنّنا نرى أنّ الحكومة أعانت على نفسها، وجرأت اللبنانيين عليها عندما لم تقم بمسؤولياتها، ولم تبدأ بالخطوات العملية لتنفّذ ما أقرّته من إصلاحات، ولم تظهر بمظهر ​الدولة​ الحريصة على معالجة ما تعانيه من ترهّل داخليّ وفساد، وعلى تلبية مطالب مواطنيها الَّذين خرجوا إلى الساحات، وبدت عاجزة وغير متماسكة، حيث تضجّ الصّراعات بين مكوّناتها"، مشددا على "أننا لا نريد أن يكون الخاسر من ذلك هو اللبنانيين ومطالبهم وما خرجوا لأجله، فهم، وللتذكير، لم يخرجوا لتحقيق مكاسب سياسيّة لهذا الفريق في صراعه مع الفريق الآخر، ولا لقلب الطّاولة على أحد، ولا لتغيير النّظام فيه، رغم وعيهم بمساوئه. وبالطّبع، هم لا يريدون أن تسخّر آلامهم ومعاناتهم لحساب أجندات خارجية يخشون منها على حساب من كانوا ولا يزالون قوة لهذا البلد، أو أن يكونوا وقوداً في الصراعات الجارية في هذا ​العالم​".

وأكد "أننا لا نريد لمطالب الناس أن تضيع، ولأصواتهم الصادقة وجهودهم أن تذهب هدراً. ومن هنا، فإننا ندعو هذه الأصوات الصادقة العفوية إلى أن تمسك بقرارها وأن لا تجيّره لحساب أحد. ونحن في الوقت نفسه، ندعو الحريصين على هؤلاء النّاس إلى أن لا يدعوا آلامهم لقمة سائغة بأيدي من يريدونهم مطيّة، فمن حقّهم أن يشعروا بكرامتهم في هذا البلد، أسوة بكل بلدان العالم"، مشيرا الى أن "هذا البلد ليس فقيراً حتى يصبر الناس على فقرهم ويتحمّلوا شظف العيش فيه، بل هو غنيّ، ولكنه مهدور الثروات، ومنهوب من الَّذين لا يرون هذا البلد إلا بقرة حلوباً، ويعتبرون الناس فيه مطية لمصالحه".

ودعا إلى "اعتماد مناهج وآليات جديدة في إدارة البلد من شأنها أن تعيد الثقة بالقوى السياسية وبالدولة، وعليهم أن يعوا جيداً أن الناس أصبحت واعية، وهي تسمع وتبصر، وأن زمن تخدير الناس ودغدغة مشاعرهم الطائفية والمذهبية والتسلق على ظهورهم من خلال تخويفهم من ​الطوائف​ والمذاهب والمواقع السياسية قد ولى، بعدما اكتشفوا أن الجراح والمعاناة والقضية واحدة، وإن اختلفت مذاهبهم وطوائفهم ومواقعهم السياسية"، مؤكدا "أنَّنا نريد ل​صوت الشعب​ أن يبقى حاضراً، أن يراقب ويحاسب، وأن يكون واقعياً وبعيداً عن الشعارات التي تثير الساحة هنا أو هناك، من دون أن تكون ذات جدوى حقيقية، أو تفسح المجال لتدخلات خارجية لكي تحدد مسار الأمور".