فُتحت كل طرقات ​لبنان​ وإنسحب المتظاهرون من أكثريتها الساحقة خلال ​الساعات​ الثماني والأربعين الماضية. تُركت الإعتصامات في ساحات ​رياض الصلح​ والشهداء في ​بيروت​ والنور في ​طرابلس​، لكن المجموعة التي تتخذ من جسر ​الرينغ​ مقراً لإعتصامها، لا تزال مصرةً على ​قطع طريق​ هذا الجسر عندما تسنح لها الفرصة الأمنيّة، لماذا؟ "لأن موقع الرينغ إستراتيجي وله رمزيتة بالنسبة الينا، فمنه إنطلقت ​الثورة​ مساء 17 تشرين الأول الفائت، وعليه تعرّض المعتصمون لإعتداء من مجموعة ​الخندق الغميق​ منذ أيام"، يقول أحد المعتصمين على الجسر.

بمجرّد أن يتحدث المعتصمون عن رمزية ​جسر الرينغ​، لا يُفهم من كلامهم إلا أنهم يسعون الى إشعال نار الفتنة مجدداً وذلك إنطلاقاً من المعلومات التي وردتهم والتي تبلغتها ​الأجهزة الأمنية​ وفيها أن أهالي حيّ الخندق الغميق لن يقبلوا بإقفال ​طريق الرينغ​ ثانيةً، وأنّ ردة فعلهم هذه المرة ستكون أقوى مما كانت عليه الأسبوع الفائت.

المجموعة الموجودة على جسر الرينغ مختلفة عن باقي المجموعات الأخرى. مجموعة تكشف المعلومات الأمنيّة أنها خليط مؤلف من لبنانيين، ولبنانيين آخرين يحملون الجنسيّة الأميركيّة، إضافة الى شبّان وشابات يتابعون دراستهم في احدى جامعات بيروت. مجموعة هي الأكثر تشدداً بين المجموعات التي تتظاهر على الأرض منذ 17 تشرين الأول الفائت، بحسب المصادر المطلعة لناحية محاربة العهد و​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورفض ​حزب الله​ وأمينه العام ​السيد حسن نصرالله​. وفي هذا السياق، يكشف مصدر أمني ان من بين الأميركيين الذين يتظاهرون على جسر الرينغ، من جاء الى لبنان لفترة وجيزة بهدف التظاهر والتجييش، لماذا؟، لأن هؤلاء الأشخاص جاؤوا من ​الولايات المتحدة​ للمشاركة بالتحركات، كونهم خضعوا لدورات تدريبيّة بالتأثير وتحريك الشارع لا سيما طلاب ​الجامعات​، وعلى هذا الصعيد، يؤكد المتابعون وجود متظاهرة على جسر الرينغ وهي لبنانية تحمل الجنسية الأميركية، كانت من بين الذين شاركوا في تجييش المعارضة السوريّة عند بداية الأحداث في الداخل السوري، في آذار من العام 2011. من هنا لم تكن عفوية أبداً مسألة حرق العلم ال​إسرائيل​ي على جسر الرينغ التي إستفزت صبية لبنانية–أميركية كانت بين المتظاهرين، وجعلتها تقول "ما بكره إسرائيل وليش بدي إكرها"؟.

لكلّ ما تقدم تأخذ ​القوى الأمنية​ كل الحيطة والحذر على الجسر المذكور، والقوة الأمنية الموجودة هناك من عناصر ​مكافحة الشغب​ لم تعد تترك الموقع أبداً، ولذلك أيضاً، هناك في الموقع أيضاً قوة من ​الجيش اللبناني​ ننتظر اللحظة المناسبة كي تتدخل إذا كانت هناك من حاجة للتدخل. ولكل ما تقدم أيضاً تبلغت مجموعة "الرينغ" من مسؤولين أمنيين بأن قطع طريق الجسر أمر ممنوع كلياً بعد اليوم نظراً الى الخطر الأمني الذي قد ينتج عن عمل كهذا، وتفادياً للدماء التي قد تُهدر بسبب أيّ إحتكاك بين المتظاهرين وأهالي الخندق الغميق.

فهل رُسم لجسر الرينغ أن يكون بوسطة ​عين الرمانة​ جديدة؟.