أكّد الكاتب والمحلل السياسي ​جوزيف أبو فاضل​، في حديث تلفزيوني، أن "إم الصبي في ​لبنان​ إثنان الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ و​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​"، مشيرًا الى أن "هناك رؤوسًا حامية يجب أن تحاسب".

وأوضح أبو فاضل أن "هدف الحراك ليس المطالب أكثر ما هو إفشال العهد، فالحراك كان عمليًا "فلتان" ورأسه خارج لبنان"، مشيرًا الى أن "​الحكومة​ التي كان يرأسها ​سعد الحريري​ كانت جامعة لكنها لم تكن فاعلة مع العلم أنها تألفت بعد جهد جهيد وبعد 9 أشهر".

واعتبر أن "القصة بدأت بمشكلة ​الطحين​ ثمّ ​المحروقات​ وصولًا الى إضافة 20 سنتًا على ​الواتساب​ التي أعلنها وزير ​الاتصالات​ ​محمد شقير​"، مضيفًا أنه "الوضع محقون في البلد منذ مشكلة البساتين والأمور لم تلاحق".

ولفت أبو فاضل الى أن "الحريري لا يمكنه أن يطالب بحكومة تنكنوقراط وحسب وهو مصرّ على أن يكون رئيسًا للحكومة ​الجديدة​ ويتم استعمال لعبة الشارع من قبل ​تيار المستقبل​ للضغط في اتجاه إبقاء الحريري رئيسًا للحكومة وهذا حقه"، متسائلًا: "هل يعقل ألا يكون رئيس كتلة نيابية كبيرة ممثلًا في الحكومة؟ ما يخاف منه الفرقاء في حال تمّ تكليف الحريري بعد ​الاستشارات النيابية​، ألا يقوم بالتأليف".

ونوّه بـ "أننا كنا أمام مشهد حرب أهلية وفي الأيام الـ15 التي مرت زاد خوفنا على ​الجيش​ والمؤسسات في البلد".

ورأى أبو فاضل أن "لولا تدخل الرئيس عون ووزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ في قضية احتجاز الحريري عام 2017 في ​السعودية​ لأصبح مصيره مثل الصحفي ​جمال خاشقجي​"، مشددًا على أن "الحريري أخطأ بتقديم استقالة الحكومة لأنه أدخل البلد بذلك في مأزق كبير وخلافه مع باسيل ليس في محله وباسيل لم يعترض طريقه. ​استقالة الحريري​ مدمرة له وللحراك وليس للأحزاب، كما أنه لم يقدّر للرئيس عون دوره وعمره وموقعه ومعزته ونلاحظ أن الرئيس عون لم يفتح المغلف ليقرأ ما فيه".

وشدد على "أنني أريد أن أطمئن الحراك أن الحريري قرأ الورقة الإصلاحية وكان يعرف أنه سيستقيل"، جازمًا أن "مشكلتنا في البلد ليست مع الطائفية إنما مع الحرامية".

وأشار الى أنه "على رئيس مجلس النواب نبيه بري إعادة حساباته لأن من نزلوا الى الشارع في الصور لم يدفع لهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ولا وليد جنبلاط، وما حصل حجمه كبير".

وأردف أن "تظاهرات طرابلس فيها عصب طائفي أكثر من المناطق الأخرى وفي ساحة عبد الحليم كرامي تظاهر أكثر من 5000 شخص والجماعة الإسلامية يلائمها هذا المهرجان الذي شاهدناه في طرابلس لكن من كانوا في الساحة لا يمثلون الزعامات الطرابلسية. طرابلس والضنية وعكار أثبتوا أنهم أقرب ناس الى الحريري في الانتخابات السابقة".

وبيّن أن "جعجع تمكّن من أن يسجل نقطة ربح في عهد الرئيس عون لكنه لم يربح أكثر من حلّ الحكومة"، كاشفًا عن أن "الثنائي الشيعي يتفاوض مع الحريري"، متسائلًا: "هل بإمكان الحريري أن يؤلف حكومة ترضي حزب الله ونبيه بري وجعجع والأحزاب الأخرى؟ إذا رضيت الأحزاب السياسية على الحكومة لن يتمكن أحد من قطع الطرقات".

وبيّن أن "الرئيس عون رسم، بخاطبه أمس، طريق حياة ومستقبل مهم للدولة اللبنانية برمتها"، مبينًا أن "لبنان لا يجب أن يدخل بوجود حزب الله وسلاحه الى نادي الدول النفطية".