لفتت مصادر وزارية عبر "الجمهورية" الى ان "جوهر الأساس في المشاورات السياسية، هو تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن"، مشيرة الى أن "المنحى الاستعجالي هذا، يعكس تهيّب القوى السياسية مما آل إليه حال البلد في ظل أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة، وأزمة سياسية معقدة، توجِب بلورة حلول ومخارج سريعة". وهذا معناه، بحسب مصادر وزارية عاملة على خط المشاورات، "إسقاط مُسبق لأيّ طرح يرمي الى تشكيل حكومة من لون واحد، إذ انه مع هذا الطرح قد يدخل البلد في واقع مأزوم مفتوح على كل الاحتمالات السلبية في كل مفاصله السياسية والاقتصادية والمالية، وحتى الأمنية".

وأشارت الى أن "المشاورات تجري بشكل مكثف، والساعات المقبلة ستحمل معها حسماً واضحاً وعلنياً للمواقف، أقله من مسألة التكليف، علماً أنّ مواقف بعض الاطراف باتت معروفة، ولاسيما النائب السابق ​وليد جنبلاط​، وكذلك الأمر بالنسبة الى "​القوات اللبنانية​"، مضيفة: "أمّا بالنسبة الى ​الثنائي الشيعي​، وإن كانت أجواؤهما لا تُقلّل من حجم الازمة التي تسبّبت بها استقالة الحريري، الّا أنها في الوقت نفسه لا تعكس أيّ تحفظ أو "فيتو" على إعادة تكليف رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وهو ما يقرأ في الزيارة الأخيرة التي قام بها الوزير ​علي حسن خليل​ الى "​بيت الوسط​" موفداً من رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وكذلك من الموقف الذي أعلنه أمس الأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​، ودعا فيه اللبنانيين الى ان لا يدفعوا باتجاه الفراغ في السلطة"، مُشدداً على "تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن، تسمع لمطالب الناس الذين نزلوا إلى الشارع. وأن يكون عنوانها استعادة الثقة".

واضافت: "الكرة في مجال التكليف موجودة الآن في ملعب فريق ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ و"​التيار الوطني الحر​"، ويُفترض ان يُحسَم الخيار من إعادة تكليف الحريري ​تشكيل الحكومة​ في الساعات المقبلة".

ولا تقلّل المصادر من حَراجة موقف هذا الفريق، إلّا أنها لا "تتوقع منه الذهاب الى موقف صدامي مع الحريري، على الرغم من التطور السلبي في موقف الحريري حيال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير ​جبران باسيل​ ومسألة إشراكه في حكومة جديدة يترأسها"، كاشفة أنّ "نقاشاً نيابياً - سياسياً داخلياً جرى في أوساط "تكتل لبنان القوي" حول كل ظروف استقالة الحريري واستتباعاتها، وخلاصة هذا النقاش انّ خيار إعادة تكليف الحريري هو الأكثر ترجيحاً، ولا شيء يمنع ذلك، إنما بالنسبة الى موقف التكتل، فيمكن القول انه حتى الآن لا حسم نهائياً لتسمية الحريري في الاستشارات الملزمة أو عدمها، في انتظار ما قد يعلن خلال تظاهرة التأييد التي تَقرّر القيام بها غداً في اتجاه ​القصر الجمهوري​".