أوضح عضو تكتل "​لبنان القوي​" النائب ​ماريو عون​، في حديث لـ"النشرة"، أن "​التيار الوطني الحر​" لم يكن يريد إستفزاز أيّ فريق من خلال الحراك الذي نظمه على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، لافتاً إلى أن التحرّك كان طبيعياً من قبل جمهور التيار وقواعده، ليعطي رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ الدعم الذي هو في الواقع ليس بحاجة له، وليؤكد أنّ هذا الجمهور لا يزال إلى جانب الرئيس عون ومستعد لمساعدته لتحقيق الأهداف الإصلاحيّة التي يريدها ويعمل لها منذ إنتخابه.

وأشار عون إلى أن الجميع يعرف الظروف التي كانت سائدة في السابق، لافتاً إلى أن معظم الأفرقاء السياسيين كانوا مصرين على سياسة المماطلة، معتبراً أن ​الحكومة​ السابقة كانت "حكومة عرقلة وطنيّة" لكل البنود الإصلاحيّة التي يتطلّع لها المواطن اللبناني، مشدداً على أن تحرك الأمس لم يكن شارعاً مقابل آخر بل هو شارع يستطيع إحتواء الآخر، لأنّ المطالب التي طرحت من قبل المتظاهرين هي مطالب التيار والتكتل بكل بنودها.

ورأى عون أن واقع التحركات الشعبية في الشارع تبدل بعد اليومين الأولين، حيث تحولت من مطالب إجتماعية وإقتصادية إلى إستفزاز سياسي مرفوض، مؤكداً الإقتناع بضرورة الذهاب إلى عملية إصلاح كبيرة جداً في لبنان، معتبراً أن الحراك أراح التيار ورئيس الجمهورية من بعض القيود التي كانت تمنع بلوغ الهدف المنشود بالسرعة المطلوبة.

على صعيد متصل، تطرق عضو تكتل "لبنان القوي" إلى التصويب الذي يتعرض له كل من رئيس الجمهورية ورئيس التيار وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​، موضحاً أن "الثورة الحقيقية كانت في اليومين الأولين، لكن بعد ذلك بات هناك ثواراً من نوع آخر، يريدون قلب الطاولة التي كان يريد التيار قلبها لأن الوضع لم يعد مقبولاً"، رافضاً وضع جميع القوى والشخصيات في سلّة واحدة من خلال شعار "كلّن يعني كلّن"، واصفاً الأمر بالإستهداف السياسي المرفوض، خصوصاً أن في لبنان لا يحصل أيّ شيء بالتحدّي في ظلّ وجود شوارع متعدّدة.

وأشار ماريو عون إلى أن "التيار الوطني الحر" يريد، بعد المُعطى الجديد الذي برز يوم أمس، أن يعود الجميع إلى صوابهم، مؤكداً أنه لم ينزعج من ​التظاهرات​ التي حصلت في الشارع، لأنها تساعد على تخطي الصعوبات الطائفية والمذهبية والمناطقية، وبالتالي على الجميع اليوم أن يعيد حساباته وأن يسلك طريقاً مختلفاً.

في هذا الإطار، رأى عون أن التأخير في إعلان موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلّف، هو لإفساح المجال أمام رئيس الجمهورية وباقي الأفرقاء لمنع الوقوع في خطأ كبير على المستوى السياسي، وبالتالي الوصول إلى شاطئ الأمان في إختيار رئيس الحكومة الجديد، داعياً المواطنين إلى تفهّم هذا الأمر لأنّ المطلوب التفاهم على بعض العناوين الإصلاحيّة الكبرى، بالإضافة إلى التفاهم على نوعية الحكومة المقبلة كي لا تأخذ عملية التأليف وقتاً طويلاً.

ورداً على سؤال، كشف عون أن الأراء داخل تكتل "لبنان القوي" حول الشخصية التي من الممكن تسميتها لرئاسة الحكومة المقبلة متنوعة، وبالتالي ليس هناك من خيار نهائي، موضحاً أن ليس لدى التكتل فيتوات محددة، لكنه أوضح أن شكل الحكومة وبرنامجها يحسمان اسم رئيسها، مؤكداً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ هو أحد الخيارات المطروحة، آملاً أن تتضح الصورة في الساعات المقبلة.