نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا بعنوان "المحتجون في ​لبنان​ و​العراق​ قد يحققوا ما لم تحققه أقصى ضغوطات ترامب"، مشيرة الى أن "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، لطالما إنتقد آثار عمليات نفوذ ​إيران​ خارج حدودها، وخلال حملته الإنتخابية، وصف خصومه كعناصر تمكين قوية لمشروع إيراني للهيمنة على ​الشرق الأوسط​، أما قراره بإنهاء الإلتزام الأميركي بالإتفاق النووي مع إيران، مبني على الاعتقاد بأن الإتفاق لم يفعل ما يكفي للحد من دعم إيران للميليشيات الوكيلة في دول مثل ​سوريا​ والعراق و​اليمن​ ولبنان ".

وأوضحت أنه "منذ ذلك الحين قامت الإدارة الأميركيو بفرض أقصى أنواع الضغوطات والعقوبات لخنق صادرات ​النفط​ الإيرانية وتقويض إقتصادها، إلا أن فإن العقوبات لم تجبر ​الحرس الثوري الإيراني​ وقائده ​قاسم سليماني​ على تقليص أنشطته"، معتبرة أن "أجندة سليماني تواجه تهديدا خطيرا بسبب الإضطرابات الشعبية والإحتجاجات الجماهيرية في لبنان والعراق الرافضة للسياسات الحكومية الفاسدة ورفضهم للتدخل الإيراني في ​سياسة​ بلادهم وللديمقراطيات المبنية على اتفاقيات تقاسم ​السلطة​ داخل مجتمعات متنوعة متعددة ​الطوائف​".

ورأت أن "المحتجين حققوا بالفعل انتصارات كبيرة، فيوم الثلاثاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء ​سعد الحريري​ استقالته، وسيقوم ب​تصريف الأعمال​. بينما أعلن الرئيس العراقي ​برهم صالح​ يوم الخميس أن ​الحكومة​ ستقوم بإصلاح لجنة ال​انتخابات​ في البلاد وصياغة قانون انتخابي جديد قبل إجراء انتخابات جديدة محتملة، ورئيس الوزراء ​عادل عبد المهدي​ سيبقى في منصبه فقط حتى يتم تحديد خليفة له"، مؤكدة أن "هذه الخطوات لم تهدأ الغضب في الشوارع، ووقعت ​احتجاجات​ جماهيرية في كلا البلدين خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وبينت الصحيفة أن "عشرات الآلاف من العراقيين تظاهروا في ميدان التحرير بوسط بغداد وفي عدة مدن أخرى، وادت الصدامات مع ​قوات الأمن​ في العاصمة إلى مقتل شخص واحد على الأقل وعشرات الجرحى، مما زاد عدد القتلى من حوالي 250 شخص منذ اندلاع ​الاحتجاجات​ لأول مرة في الشهر الماضي. أما في لبنان، لم تؤد ​استقالة الحريري​ إلى إضعاف الاحتجاجات وقد شهدت المناطق اللبنانية تجمعات حاشدة مما أدى الى إغلاق الطرقات".

ورأت أن "الانتفاضات في كل من العراق ولبنان، تجاوزت الانقسامات الطائفية ومثلما تتعثر الحكومات في محاولة مواجهة مطالب المحتجين، قد يتم اختبار تماسك ووحدة هذه الحركات في الأسابيع المقبلة"، لافتة الى أن "إدارة ترامب قدمت في الوقت الحالي تعاطفًا خطابيًا مع المحتجين ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير"، معتبرة أن "هذا الطريق قد يكون الأكثر حكمة بالنظر إلى حرص ​طهران​ على تجاهل هذه الحركات غير الطائفية التي تبدو على أنها نتاج الخلل الأميركي".

*ترجمة "النشرة"