ردت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون ​المرأة​ اللبنانية كلودين عون روكز على عدم مشاركتها في التظاهرة الداعمة للرئيس ميشال عون على طريق ​قصر بعبدا​، لافتة إلى انها كانت تستقل الطائرة عائدة الى لبنان، في الوقت الذي كانت تُقام فيه تظاهرة "​التيار الوطني الحر​ " تأييداً لرئيس الجمهورية. وقالت: "لكن حتى لو كنت موجودة في لبنان آنذاك، فإنني لم أكن شخصياً لأشارك في هذه التظاهرة"، متسائلة: "هل يصح ان يدعم المرء نفسه؟ أنا في السلطة، فكيف يجوز أن أتظاهر دعماً لنفسي؟ طبعاً، أقدّر كل العونيين أو المنتمين الى التيار ممن شاركوا في تظاهرة بعبدا لتأكيد وقوفهم الى جانب الرئيس عون، بعد مرور نحو اسبوعين على تحمّلهم للاستفزازات والمضايقات، على انواعها، من اتهامات سياسية وقطع للطرق، إنما في ما يتعلق بي شخصياً، كان من غير المنطقي ان اشارك في مثل هذا التحرّك".

وأشارت عون الى أنّها من موقعها رئيسة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة، تشعر بأنّها موجودة في كل الساحات و​التظاهرات​، وليست معنية بأن تحضر في ساحة او تظاهرة واحدة فقط، مؤكّدة انّها مع المرأة في كل الميادين، سواء تلك التي تدعم الرئيس، او تنادي بالجنسية لأولادها، او تطالب ب​الدولة المدنية​، أو تتصدّى للفساد، أو تطالب بحقوق انسانية.

ولفتت الى انّ "تغلغل بعض الاشخاص الذين يفتقرون الى التهذيب والأخلاق في الساحات، لا يلغي حقيقة أنّ هناك اكثرية ساحقة أطلقت صرخة ألم صادقة ومدوية، على كل الصعد، ما يستدعي من السلطة ان تستمع اليها وتعالج أسبابها".

وأشارت الى انّه من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يحاول بعض الجهات ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لاستهداف العهد أو "​حزب الله​"، مشدّدة على انّ ذلك "يجب ان لا يمنعنا من التقاط نبض الناس والتفاعل مع الوجع الذي يشعر به معظم الذين نزلوا الى الساحات".

وعن خطاب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ امام المتظاهرين في محيط قصر بعبدا؟، قالت: "لم اسمعه"، لافتة إلى انه "اطلعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على كلمة الرئيس عون، وهي كانت جامعة، كما خطابه الخميس الماضي".

وتعليقاً على تأكيد باسيل انّه لا مكان في التيار للخائف او الخائن؟ أضافت "بعض الاصدقاء ارسلوا إليّ هذا المقطع لأنّهم اعتبروا ربما انه موجّه الى زوجي النائب ​شامل روكز​، وأياً يكن الامر، فانّ أحداً لا يعطي العميد روكز دروساً في الوطنية والوفاء، ولا أحد مؤهّلاً لذلك أصلاً. انّ رصيد العميد نابع بالدرجة الاولى من محبة الناس واحترامهم له، وهو لم يجمع هذا الرصيد الشعبي ولم يُنتخب نائباً بفضل اي شخص، وانما بفضل مسيرته الوطنية، ولذلك لا نعتبر اننا معنيون بتهمة الخيانة، «لأنو ما حدا إلو علينا شي حتى نُتهم بأننا خذلناه". ورأت انه "بالنسبة إليّ، الخائن الحقيقي هو من لا يكون سلوكه على قدر تطلعات شعبه".

وشدّدت عون على ضرورة تخفيف حدة «الإيغو» لدى كل منّا، والكف عن الاختباء خلف الإصبع، في هذه المرحلة الصعبة، لافتة الى "انني، كإبنة للرئيس، مستعدة ان أجلس في المنزل إذا اقتضت مصلحة البلد، لأنّ الانهيار الشامل إن حصل لن يُعفي أي فريق، ومفاعيله ستصل الينا جميعاً، كلنا يعني كلنا".

ولفتت الى انّ "الانتفاضة الشعبية تركّزت على ​الحكومة​ المستقيلة، كونها ضمّت اسماء مستفزة لشريحة من الرأي العام، ما يعني تلقائياً أنّها يجب ان لا تعود الى الحكومة المقبلة، علماً انّ بعض الوزراء المطالَبين بالرحيل هم نواب، ويستطيعون ان يواصلوا دورهم وعملهم في الشأن العام انطلاقاً من مواقعهم النيابية التي لا تقلّ تاثيراً عن المواقع الوزارية".

ودعت عون الى اجراء ​الاستشارات النيابية​ المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف، وفق قواعد اللعبة الديمقراطية، "بحيث تسمّي كل كتلة نيابية المرشح الذي تراه مناسباً، فإذا نال احدهم ​الاكثرية​ يُكلّف ب​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​، وإذا تعذّر ذلك، تتمّ الدعوة الى ​انتخابات​ نيابية مبكرة"، مشدّدة على ضرورة اعتماد الشفافية في السلوك السياسي بعد انتفاضة 17 تشرين الاول، "لأنّ الناس أصبحوا يرفضون التسويات المعلبة".