لفتت صحيفة "الفاينانشال ​تايمز​" في تقرير بعنوان "تقاسم السلطة في ​العراق​ و​لبنان​ يواجه تحديات"، الى إنه في كل من لبنان والعراق خرج المتظاهرون بأعداد كبيرة للمطالبة برحيل رؤوس النظام، وحققوا في احتجاجاتهم مكاسب كبيرة، حيث استقال رئيس الوزراء اللبناني ​سعد الحريري​ بينما حاول رئيس الوزراء العراقي ​عادل عبد المهدي​ تهدئة المتظاهرين، وعرض رئيس البلاد على المتظاهرين إجراء انتخابات جديدة.

ورأت الصحيفة البريطانية أنه بالنسبة للكثير من المتظاهرين لم تعد استقالة الحكومة أمرا كافيا، حيث يريدون التخلص من النظام الذي أوصلهم للحكم.

وقال حيدر جلال، وهو طالب يبلغ عمره 21 عاما ويشارك في الاحتجاجات في ​بغداد​ "أتمنى التخلص من جميع الأطراف التي شاركت في العملية السياسية في البلاد منذ 2003 وحتى اليوم". وتضيف أن رأيه يعد انعكاسا للغضب المتفشي ضد النظام السياسي الذي نصبته ​الولايات المتحدة​ وحلفاؤها بعد غزو العراق والإطاحة بنظام ​صدام حسين​.

وذكرت الصحيفة إن الديمقراطيات الهشة في ​بيروت​ وبغداد جاءت وليدة النزاع والصراع بعد حرب أهلية مدمرة في لبنان وفراغ السلطة الذي اعقب الإطاحة بصدام. ولفتت الى أن النتيجة في الدولتين كانت إقامة نظام معقد متشعب لتقاسم السلطة يهدف لموازنة المصالح الدينية والعرقية، على أمل تجنب المزيد من إراقة الدماء وإقامة حكومات تشمل مختلف الطوائف.

واوضحت إن المحللين والمتظاهرين على حد سواء يرون أن هذه الأنظمة الطائفية والعرقية تقشى فيها ​الفساد​، مما يحول دون الحكم السديد للبلدين ولا يفي بطموحات المواطنين المطالبين بمستوى أفضل للمعيشة.