أشار عضو كتلة "الكتائب" النائب ​الياس حنكش​ الى أن "إقفال الطُّرُق أتى نتيجة لممارسات ​السلطة​، وهو ليس هواية لدى الثوار. وبالتالي، فإن إقفالها خلال كلّ تلك المدّة سببه عدم الإستجابة الى المطالب الشعبية، وسط مماطلة وذهنية أخرجها الثوّار من الباب، فيما نراها تعود من الشبّاك، من خلال طريقة ​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​"، معتبرا أن "الشعب حقّق هدفه الأول الذي يقوم على الإطاحة بالحكومة، ولكننا نرى كلّ شيء ما عدا تحقيق مطلبه الثاني، وهو تشكيل حكومة تكنوقراط. فلا دعوة الى استشارات نيابية الى الآن، في ظلّ مماطلة و"استلشاق" بالناس، وهو ما يستفزّهم، ويؤجّج رغبتهم بالتصعيد".

وشدد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "وجع الشعب لن يتوقف، وهذا ما لم تدركه السلطة الى الآن، مع الأسف. اليوم تمّ فتح الطرق، وسط استنزاف لجميع الأوراق التي يمتلكها الثوار. ولكن ​الثورة​ لا تقف عند حدود ​قطع الطرق​ فقط، وهم يخزّنون ردّات فعل أخرى وسريعة، كما رأينا ذلك بالفعل في مرات سابقة"، مؤكدا أن "قطع الطرق هو إحدى الأوراق التي بين أيدي الثوار، ولكنها ليست الوحيدة. فسرّ نجاح الثورة هو أنها غير مسيّسة. واتّهام بعض الأحزاب بركوب موجة الإحتجاجات الشعبية هو في غير مكانه، لأن القيام بذلك يُحرِق من يقوم به".

وأضاف: "الثوّار سيحدّدون استراتيجياتهم القادمة، خصوصاً أن إقفال الطرق بدأ يتسبّب بردّات فعل عكسية، فيما بعض الأجهزة الإستخباراتية والسلطوية بدأت ترسل من يفتعل مشاكل لهذا السّبب. وهذه كلّها محاولات سلطوية هدفها "تبييخ" الثورة الشعبية وتسخيفها، وإدخالها في متاعب ومشاكل. ولكن كل ذلك لن ينجح"، معتبرا أن "الإستهتار السلطوي لن يوصل الى نتيجة. فمع قطع الطرق، لا يتمكّن الشعب من الحصول على ما يريده، فكيف الحال من دون استعمال تلك الورقة؟ ​الحياة​ الطبيعية ستعود الى طبيعتها في النهاية، ولكن لنتذكر أن الحياة اليومية لم تَكُن طبيعية قبل 17 تشرين، والمواطن كان رهينة لزحمات السير، و​الفقر​ و​البطالة​ وعدم الإستقرار و​الفساد​".

ورأى أن "ما يزيد الطيب بلّة هو التعامُل الفوقي لبعض الوزراء مع النّاس، وكأنهم من ديكتاتوريّي الأزمان الغابرة. بالإضافة الى رفض بعض المسؤولين التخلّي عن مكاسب يتمتّعون بها، بسهولة. وهم لهذا الهدف، سيعودون بسياساتهم ذاتها من الشباك و"​الطاقة​" وربما من "ثقب الباب".

ورداً على سؤال حول خطورة جرّ من ينوب عن الحَراك الشعبي الى الحكومة الجديدة، وهو ما يعني إفقاد الهبّة الشعبية قوّة المراقبة لعمل السلطة، أجاب حنكش: "هذا خطير بالفعل. حتى إن الصيَغ الحكومية الأخيرة التي هي قيد التداوُل تتحدث عن حكومة تكنوسياسية، وهذه بدعة حلول الوسط التي لا توصل الى أي نتيجة".

وأوضح أن "مطالب الناس واضحة، وهي حكومة مستقلّة عن السلطات السياسية، من رئيسها الى وزرائها. ونحن كحزب "كتائب" سنستجيب الى تلك المطالب بعَدَم تسمية رئيس الحكومة المستقيلة ​سعد الحريري​ ل​رئاسة الحكومة​ الجديدة في الإستشارات النيابية، بمعزل عن كل الطبخات السياسية التي تحضّر في هذا الإطار"، مشددا على أن "طلبات الناس هي الأهمّ، وحان وقت الإستماع إليها. وسنُكمل بعملنا المعارض من داخل البرلمان لتمكين الشعب من الوصول الى ما يطمح إليه".