أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب ​سامي فتفت​ أن رئيس ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​سعد الحريري​ يعمل من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع على مستوى ​الأزمة​ الحكومية، لافتاً إلى أن الأولوية هي لإرضاء المواطنين الذين نزلوا إلى الشارع والذين إستقال الحريري من أجلهم، معتبراً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يتحدث اليوم بإسم هؤلاء الناس تحديدا.

وأشار فتفت في حديث لـ"النشرة" إلى أن هدف الحريري هو الوصول إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن ​السياسة​، لافتاً إلى أنها الخيار الأفضل في الوقت الراهن، لكن المهم أن ينجح في إقناع باقي الأفرقاء في هذا التوجه، لا سيما رئيس "​التيار الوطني الحر​" ​جبران باسيل​.

ورداً على سؤال حول موقف الأكثرية النيابية من حكومة التكنوقراط، شدد فتفت على أن المطلوب من الجميع أن يدرك أن هناك ثورة في البلاد، وبالتالي التعامل مع هذا المعطى الجديد بواقعية، بعيداً عن الإتهامات بأنها كإنقلاب على نتائج ​الإنتخابات النيابية​، لكنه رأى أنه بحال كان "​حزب الله​" قادرا على الإتيان برئيس حكومة من فريق قوى الثامن من آذار فليفعل ذلك، مشيرا في الوقت نفسه الى انه على الحزب أن يدرك بهذه الحالة انه سيواجه معارضة قوية داخل البلاد.

من وجهة نظر عضو كتلة "المستقبل"، المطلوب اليوم الذهاب إلى تشكيل حكومة جديدة وتعديل ​قانون الإنتخاب​ الحالي، معتبراً أن فكرة الدعوة إلى إنتخابات نيابية مبكرة تحددها ​الكتل النيابية​ الحالية، لافتاً إلى أن حكومة التكنوقراط ليس من الضروري أن تكون برئاسة الحريري، لا بل أشار إلى أن من وجهة نظره من الأفضل ألا يكون على رأسها نظراً إلى أنه في هذه الحالة سيكون الفريق السياسي الوحيد الموجود فيها، وبالتالي الإنتقادات ستوجه له، إلا أنه شدد على أنه "في حال قرر تولي المسؤولية الصعبة سنكون إلى جانبه".

وفي حين أبدى فتفت تفهمه لموقف البعض داخل قوى الثامن من آذار الذي يعتبر أن ما يحصل هو بمثابة "مؤامرة" في ظل ما يجري في ​العراق​ أيضاً، رأى أن الموضوع في ​لبنان​ على الأقل يختلف، نظراً إلى أن المواطنين خرجوا إلى الشوارع بسبب الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية التي يعانون منها، مؤكداً أن ليس هناك من سفارة أو جهة خارجية تقف وراء ما حصل.

على صعيد متصل، اعتبر فتفت أن المطلوب اليوم من جميع القوى السياسية، بما في ذلك تيار "المستقبل"، أن تقوم بمراجعة لكل المرحلة السابقة، لأن ما قبل ​الحراك الشعبي​ في الشارع لن يكون كما بعده، وبالتالي في كيفية التعامل مع الواقع الجديد الذي فرضه المواطنون.

من جهة ثانية، رأى فتفت أن مفتاح الحل هو الإتفاق على قانون إنتخاب جديد، لكنه لفت إلى أن هذا الحل هو مشكلة أيضاً بسبب الإختلاف في وجهات النظر حول القانون الأفضل بين القوى السياسية وداخل الحراك الشعبي نفسه، وبالتالي لن يكون من السهل الإتفاق على أي قانون جديد، بالرغم من ان الأغلبية في الحراك تطالب بإعتماد لبنان دائرة إنتخابية واحدة على أساس النظام النسبي.

ودعا فتفت الحراك الشعبي إلى التركيز على هذه النقطة، نظراً إلى أن قانون الإنتخاب الجديد هو الذي من الممكن أن يقود إلى التغيير على المستوى السياسي، مشدداً على أن هذه أهم نقطة من الممكن الإنطلاق منها.