رأت مصادر "حزب القوات ال​لبنان​ية" لصيحفة "الجمهورية"، أنّ "تمسّكها بحكومة تكنوقراط ينسجم مع الوضع السياسي والاقتصادي الحالي"، لافتةً إلى أنّ "رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ كان سبّاقًا في المطالبة بمثل هذه ​الحكومة​ على ​طاولة الحوار​ في ​بعبدا​ وقبل اندلاع ثورة 17 تشرين الأول، وانطلاقًا من تقييم الحزب للأزمة".

وركّزت على أنّ "على الرغم من وجود أزمات سياسيّة قائمة في البلد، إلّا أنّ التحدّي الأساسي اليوم هو تحدٍ مالي اقتصادي. إذ نحن نقف على شفير انهيار تام وشامل، بل نحن في صلب الانهيار وفي أمسّ الحاجة إلى حكومة تشبه الوضع لإنقاذ ما يمكن انقاذه"، مؤكّدةً أنّ "القوات" لا تروّج لمثل هذه الحكومة انطلاقًا من خلفيّة سياسيّة ولإخراج أي جهة. فالهدف الأساسي هو إنقاذ ​الوضع الاقتصادي​ والمعيشي، من ثمّ يمكننا العودة إلى حكومة سياسيّة".

وأوضحت المصادر "أنّنا أساسًا فريق سياسي، ولدينا 15 نائبًا وحضورنا سياسي، ونرى أنّ الإصلاح الحقيقي والتغيير يكونان من خلال المؤسسات. لكن المرحلة الّتي نمرّ فيها خطيرة جدًّا، بل هي مرحلة استثنائيّة تتطلّب حكومة توحي الثقة للناس وللمستثمر وللخارج، وتقودنا إلى شاطئ الأمان، وبعدها يمكننا العودة إلى يومياتنا السياسيّة".

وعن عجز الحكومة التكنوسياسيّة من اجتراح الحلول، بيّنت أنّ "الحكومات الّتي تتمثّل بوجوه سياسيّة لا تمتلك الأدوات اللّازمة للخروج من الأزمة. نحن في حاجة إلى علاجات بنيويّة جذريّة لا أحد يمكنه القيام بها سوى حكومة اختصاصيّين، تنأى بنفسها عن السياسيّين وتصبّ جهودها على حلّ الأمور الاقتصاديّة والماليّة من أجل إخراج لبنان من أزمته. وقد جاءت انتفاضة المواطنين لتقول أيضًا إنّها تريد حكومة خالية من السياسيين. ونحن جدّيون في هذه المسألة ومؤمنون بما يطالب به الناس، أي حكومة توحي الثقة وتمتص النقمة".

وشدّدت على "أنّنا مختلفون بكلّ شيء في ال​سياسة​، بدءًا بإشكاليّة العلاقة مع ​النظام السوري​ وصولًا إلى سلاح "​حزب الله​" وما بينهما. فماذا سيفيدنا ذلك إذا انهار البلد؟ علينا وضع صراعاتنا السياسيّة وتبايناتنا جانبًا ونتواضع قليلاً لإنقاذ البلد، ولا أحد يستطيع فعل ذلك سوى حكومة تكنوقراط، وإلّا سنكون أمام كارثة كبرى بدأت تلوح معالمها على واقعنا اليومي".