لفت السيد علي فضل الله ، خلال خطبتي صلاة الجمعة الى أن "​الحراك الشعبي​ أعاد تصويب مساره وخرج من أسلوب لطالما رفضناه، وهو قطع الطّرقات على الناس، وندعو الى أن لا يتكرّر هذا الأسلوب، لما له من تداعيات سلبية على مصالح الناس وحقهم في التنقل، وحتى على الحراك نفسه وما يطالب به"، منوها بـ"دور الجيش ال​لبنان​ي في هذا المجال وبسرعة التجاوب معه. وقد أصبح واضحاً للجميع، ورغم وجود سلبيات وملاحظات قد يبديها البعض على الحراك، مدى التأثير الَّذي تركه في المشهد السياسي وفي أداء القوى السياسيّة، حيث اضطرّت هذه القوى إلى تعديل برامجها وأساليبها في الشأن العام، لتتناسب وتتوافق مع الأصوات التي انطلقت ولا تزال تنطلق في الشّارع لتواجه ​الفساد​ والهدر و​المحاصصة​ والاستهتار ب​المال​ العام".

وشدد على "أهمية الحضور الشّعبي الدائم في الميدان، وأن لا تُترك السّاحة للعابثين بها، من دون أن يرتفع صوت في مواجهتهم. ومن هنا، نؤكّد أهمية إبقاء هذا الحضور بكلّ وسائل التعبير الحضارية، حتى لا يحول من هم في مواقع المسؤولية هذا البلد الذي لأجله بذلت دماء وقدمت تضحيات ودفعت أثمان، إلى بقرة حلوب لهم، أو أن يخضعوه لمصالحهم أو لمشاريعهم، مع حرصنا على حمايته من التدخلات التي تسعى إلى تجييره لحساباتها الخاصة في إطار الصراع الداخلي، أو توظيفه لحسابات الخارج ليبقى على طهارته وصفائه ونقاوة أهدافه".

ودعا "كلّ القوى السياسية التي حكمت البلد وأوصلته إلى ما وصل إليه، إلى عدم التنصّل من مسؤوليّتها، والقيام بدورها في إخراج البلد مما يعانيه، بعدما أصبح واضحاً مدى التردّي الَّذي وصل إليه، وشواهده على أرض الواقع كثيرة، وليس آخرها التصنيف الائتماني وما صدر عن ​البنك الدولي​ وما يحدث في تعاملات ​المصارف​، وهم معنيّون، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية بالإسراع بتأليف ​حكومة​ إنقاذ وطنية، حكومة تشتمل على الشخصيات الكفوءة، وصاحبة الكفّ النظيف، القادرة على النهوض بالواقع الاقتصادي والنقدي وعلى تلبية مطالب الناس الذين من حقّهم أن يحصلوا على العيش الكريم؛ حكومة تحظى بثقة الشعب، وتأخذ بعين الاعتبار التوازنات في هذا البلد".

وشدد على أن "اللبنانيين بأمسّ الحاجة لأن يلمسوا من كلّ القوى السياسية أنها طوت صفحة الماضي وبدأت خطوات جدية في إصلاح كل ما يعانونه، وأنها ليست بوارد تمييع مطالبهم أو الالتفاف عليها أو القيام بخطوات مؤقتة لإسكاتهم، حتى إذا خفتت أصواتهم عاد هؤلاء إلى ما كانوا عليه من صفقات وسمسرات وفساد"، مشيرا الى أنه "على القوى السياسيّة أن تعي أنَّ هذا الشّعب أكثر وعياً ومسؤوليةً وجديةً في متابعة مطالبه حتى يحقّقها، ولن تنفع معه الضّغوط والمناورات لإجهاض حركته العفويّة".