شدّد عضو المجلس المركزي في "​حزب الله​" الشيخ ​نبيل قاووق​، على أنّه "يعنينا ما يعاني منه الوطن من أزمة اقتصاديّة ومن مسار كارثي نتيجة تراكم أكثر من ثلاثين سنة من سياسات اقتصاديّة وماليّة خاطئة، فالوضع اليوم يزداد سوءًا والبلد ما زال على مسار الانهيار والهلع الأكبر من انهيار الليرة ال​لبنان​ية، فانفجر الشارع وكان ​الحراك الشعبي​ وكانت المطالب المحقّة".

وأكّد خلال الاحتفال التأبيني الّذي أُقيم في حسينية بلدة ​الخيام​ لرئيس بلدة الخيام علي العبد الله، "أنّنا نؤيّد الحراك الشعبي الصادق، في المطالب المعيشيّة والاقتصاديّة والخدماتيّة، في مطالب محاسبة الفاسدين واسترجاع المال المنهوب، وإغلاق مزاريب الهدر من أجل حماية بلدنا من الهاوية، ويجب أن يستمرّ الحراك الشعبي الصادق لأنّ في استمراراه استمرار الأمل في انقاذ البلد اقتصاديًّا"، لافتًا إلى "أنّنا من حرصنا على الحراك الصادق، نؤكّد أن يحصّن نفسه من محاولات الاستغلال السياسي من قوى سياسيّة في الداخل ومن قوى دوليّة في الخارج، فالعين على الحراك لحرفه عن مطالبه الصادقة وأخذه إلى تصفية حسابات سياسيّة مع كثير من القوى في هذا البلد".

وأوضح قاووق أنّ "البلد لا يحتمل مغامرات غير محسوبة وحسابات خاطئة ولا مزيدًا من الانقسامات وتصفية الحسابات، لأنّها ستأخذ البلد إلى الفوضى ويكون الضرر على الجميع. وكفانا تصريح وزير الخارجية الأميركية ​مايك بومبيو​ الّذي صرّح بشكل واضح أهداف ​الولايات المتحدة الأميركية​ ممّا يحصل في لبنان، وهذا دليل على سعي ​الإدارة الأميركية​ لاستغلال وتوظيف الحراك الشعبي من اجل تصفية الحسابات السياسية". ونوّه إلى أنّ "بومبيو لا تهّمه المطالب المعيشيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي يُطالب بها الحراك، فالهدف الحقيقي لوزير خارجية أميركا هو دفع اللبنانيين إلى الفتنة، ويحرّض بعضهم على بعض لخلق الفوضى الّتي يعبّر عنها بالفوضى البنّاءة لتحقيق مكاسب سياسيّة، وبالتأكيد "حزب الله" لن يسمح للإدارة الأميركية أن تحقّق أيّة مكاسب على حساب ​المقاومة​، ولن يأتي اليوم الّذي نسمح فيه لأميركا أن تكون كلمتها العليا في مصير هذا البلد".

وأعلن "انّنا نصرّ على تسريع المشاورات والاتصالات لتأليف و​تشكيل الحكومة​، فالاتصالات والمشاورات الّتي تحصل فتحت الأبواب أمام الحلول، ولكن المسار فيه تعقيدات يجب العمل بمسؤوليّة على حلّها". وأشار إلى "أنّنا نريد حكومة موثوقة وقادرة على النهوض بالبلد ومحاسبة الفاسدين وقادرة على استعدادة المال المنهوب وإقفال مزاريب الهدر، ونريد حكومة موثوقة تعبّر عن إرادة اللبنانيين وليس عن إرادة وزير خارجية أميركا أو غيره".

وأفاد بأنّ "لبنان المقاوم لن يسمح لأميركا أن تأتي الى لبنان وتنال من إنجازات المقاومة خدمةً للعدو الإسرائيلي الّذي يراقب ما يجري في لبنان، وهو ينتظر الفرصة لتغيير المعادلات واضعاف لبنان في معادلة الصراع". وأكّد أنّ "الناس تريد تحقيق مطالب اقتصاديّة إنمائيّة ومعيشيّة وخدماتيّة وليست بوارد تصفية حسابات سياسيّة". لفت إلى أنّ "المقاومة وبالرغم من كلّ العقوبات الماليّة والاقتصاديّة والسياسيّة الأميركيّة، وبالرغم من كل التواترات الداخلية، فهي في أعلى مستوى من الجهوزية، وهي تصدّت للطائرات الإسرائيلية وأطلقت صاروج أرض- جو هو الأوّل من نوعه في المعادلة".