لفت وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال ​محمد فنيش​، إلى "أنّنا من موقعنا السياسي والتمثيلي أو المقاوم، منحازون بالضرورة إلى كلّ دعوة إصلاح أو تغيير لمواجهة فساد أو لمعالجة المشاكل الحياتيّة الّتي يئنّ منها المواطن، مع تقديرنا ومعرفتنا بخلفيّات بعض القوى الّتي تريد أن تتلطّى وتستغلّ هذا ​الحراك الشعبي​ الّذي بدأ عفويًّا، وكتعبير عن صراخ ووجع وألم الناس الّذين يعانون من غياب فرص العمل ووجود المشكلات البيئيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة".

وأكّد في كلمة له خلال مراسم تكريمية أقامها "​حزب الله​" لمناسبة يوم شهيد الحزب في 11 تشرين الثاني والذكرى السنوية الـ37 لعملية "فاتح عهد الاستشهاديين" أحمد قصير، في مكان العمليّة عند مدخل ​مدينة صور​، أنّ "هذه صرخة محقّة ولا يمكن إغفالها، ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، ولكن لا يكفي أن نعبّر عن ألمنا ووجعنا، فنحن بحاجة إلى مشروع ورؤية وبرنامج والتعامل مع قوى تغييريّة بعيدة كلّ البعد عن ارتهان وعلاقات مع قوى خارجيّة".

وركّز فنيش على "أنّنا نفرّق ونميّز بين دعوة ومطالب محقّة ووجع الناس وقوى صادقة ومخلصة تريد حقًّا أن تصل إلى معالجة ما يشكو منه الناس، ومَن يطلّ برأسه بمشاريع سياسيّة لا يمكن أن تتحقّق بين ليلة وضحاها، وهي أشبه بدعوة إلى الفوضى والفراغ؛ وعليه فإنّ أيّ إصلاح أو تغيير لا يمكن أن يتمّ بمعزل عن الآليّات الدستوريّة".

وشدّد على "أنّنا في بلد نعلم جيّدًا مدى دقّة وضعه وتعقيد تركيبته، ولذلك بقدر ما نحن منفتحون على إصلاح بنية النظام، وعلى المضي في تطبيق ما نصّ عليه "​اتفاق الطائف​" لجهة إصلاح هذا النظام الطائفي الّذي لا ينتج إلّا المشاكل والعلل، والّذي يحمي الفاسدين ويغطّي من يَرتكب، لا يمكن أن نقبل المساواة بين من كان أداؤه واضحًا وصادقًا ونزيهًا وشريفًا، وبين من كان مقصّرًا ومرتكبًا". وبيّن أنّ "بالتالي ينبغي أن نفرّق، وأي شعار يعمّم هذا الاتهام، هو غطاء لمن كان فاسدًا، وظلمًا بحقّ من كان في أدائه نقيًّا ونظيفًا وكفؤًا".

وأشار إلى "أنّنا أمام أزمة سياسيّة تمثّلت باستقالة الحكومة وبحكومة تصريف الأعمال، وفي الوقت الّذي يئنّ فيه المواطن من تداعيات هذه الأزمة، تتفاقم المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، متسائلًا: "هل يكفي أن نكون فقط في الشارع لنمارس الصراخ، أم ينبغي أن يتحوّل هذا الاحتجاج إلى حركة مطلبيّة هادفة تعكس نفسها في إعادة تكوين السلطة وبناء الدولة، ليكون هناك للبنانيين حكومة على مستوى تطلّعاتهم، نتعامل معها بواقعيّة، دون أن يكون هناك إطلالة لمشاريع سياسيّة خارجيّة تهدف من خلال وسائل الاحتجاج إلى تغيير المعادلة السياسية أو إلى التفريط مما حققناه من تعزيز لسيادتنا، أو من مناعة واستقرار داخلي، أو من قوة ردع لمواجهة المحتل الإسرائيلي؟".

كما أعلن فنيش أنّ "المطلوب هو الإسراع في تشكيل حكومة دون إملاءات خارجيّة وارتهان لضغوطات خارجيّة، ودون تمكين المستغلّين والموظّفين لحاجتنا إلى مساعدات، لتوكن هذه المساعدات سبيلًا لتهديد حريّتنا أو سيادتنا أو الإطاحة بالإنجازات الّتي تحقّقت بفعل ​المقاومة​". وركّز على "أنّنا بقدر ما نكون منفتحين على كلّ حركة إصلاح أو تغيير في البلد، نحن متمسّكون بإصرار على عدم تجاوز معادلة الردع، وعلى عدم تجاوز أي شرط من شروط تعزيز السيادة وتحصين الاستقرار والسلم الداخلي".