أعربت أوساط ​قصر بعبدا​، لصحيفة "الجمهورية" عن اقتناعها بأنّ "رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ هو مِن النوع الّذي لا يتحمّل ضغط الأزمات، وعوده لم يشتد بعد، وإن يكن ذلك لا ينفي وجود صفات إيجابيّة في شخصيّته".

ولفت قريبون من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، إلى أنّ "الحريري بدا خلال الأيام الماضية في حالة من "الأسر الذاتي"، بحيث ظهر متردّدًا في اتخاذ قرار قاطع"، مشيرةً إلى أنّ "المفارقة أنّ البعض اندفع نحو اتهام رئيس الجمهورية بإضاعة الوقت والمماطلة في تحديد موعد ​الاستشارات النيابية​ الملزمة، في حين أنّ سبب التأخير الحقيقي يعود إلى تردّد الحريري واجتراره المهلة تلو الأُخرى، ما اضطر الرئيس عون إلى انتظاره لأنّه لا يزال يعطي الأفضليّة لمواصلة الشراكة معه ولإنعاش التسوية بينهما، في مواجهة المخاطر الاقتصاديّة والماليّة".

وأكّدوا أنّ "هناك خيارين أمام الحريري، الأوّل: أن يوافق على إعادة تكليفه ب​تشكيل الحكومة​ الجديدة، إنّما من دون الانقلاب على نتائج ​الانتخابات النيابية​ الأخيرة، لأنّ مسؤولي "​التيار الوطني الحر​" و"​حزب الله​" و"​حركة أمل​" ليسوا في وارد السماح بحصول أي انقلاب من هذا النوع، مع إبدائهم كلّ الاستعداد لتسهيل مهمّته وإنجاحها".

وأوضح أنّ "الخيار الثاني: أن يرفض الحريري تولّي ​رئاسة الحكومة​ المقبلة، وعندها سيبرز احتمالان أساسيّان، فإمّا أن يغادر السلطة بالتفاهم مع الآخرين، على قاعدة "الخروج الآمن" والمحمي بضمانات، سواء من خلال تسميته الشخصيّة البديلة الّتي تحظى بالقبول الوطني أو عبر مشاركة وزراء من "​تيار المستقبل​" في الحكومة، وإمّا أن ينتقل إلى المعارضة الصريحة ويرفع أي غطاء عن الحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يعيد إحياء النعرات المذهبية والاصطفاف بين 8 و​14 آذار​".