لفتت "الكتلة الوطنيّة ال​لبنان​يّة" إلى أنّ "الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد ​حسن نصرالله​ تطرّق في خطابه أمس إلى ضرورة قيام ​حكومة​ سياديّة ومنع أي تدخّل أجنبي في خيارات لبنان ​الاقتصاد​يّة وعلاقاته الاستثماريّة والتجاريّة الخارجيّة ورأى أنّه على حقّ لأنّ لبنان لن يقبل إملاءات أحد من أينما أتت".

وفي بيان لها، أكّدت الكتلة أنّ "هذا الأمر عبّر عنه الثوّار بكل وضوح ومن دون أي لبس لمنع مجموعات أو شخصيّات أو أحزاب لها ارتباطات تبعيّة أو منفعيّة مع الخارج من إفساد ​الثورة​. وشدّد على أنّ من يثور على الظلم والاستعباد الداخلي لن يقبل بطبيعة الحال التبعيّة للخارج، فالحرّية لا تميّز بين الداخل والخارج، ولا دين ولا ​طائفة​ لها".

وقارنت "بين ما قاله ​السيد حسن نصرالله​ أمس عن الشراكة الاقتصاديّة مع ​سوريا​ و​العراق​ و​الصين​ كحلّ لمشاكلنا على هذا الصعيد، وبين ما قاله أيضاً في خطاباته السابقة، لجهة أنّ المواطنين فقدوا الثقة بالطبقة الحاكمة" ورأت أنّه "لا يمكن لأيّ مؤسّسة صناعيّة، زراعيّة، خدماتيّة وسياحيّة في لبنان أنْ تنمو وتخلق فرص عمل وتُصدّر منتجاتها إلى الخارج، طالما أنّ هذه الثقة مفقودة، ​الدولة​ هي لاعب اقتصادي أساسي يمثّل ثلث الدخل القومي وفسادها و​المحاصصة​ والهدر فيها يثقل لا بل يضرب الاقتصاد ككلّ، الدولة بقوانينها وضوابطها التنظيميّة في كلّ القطاعات الاقتصاديّة لها التأثير الأكبر على مجريات أيّ عمليّة اقتصاديّة؛ ف​الفساد​ والمحميّات والزبائنيّة التي تمنع تطبيق هذه القوانين والضوابط، تضرب الاقتصاد وتُبعد عن لبنان أيّ مستثمر".

وأشارت إلى أنّ "المستثمر ينظر أوّلاً، وقبل نسب الربح، إلى الحماية القانونيّة المؤمّنة لاستثماره، لأنّه في حال العكس يكون ممّن يقبلون الدخول في صفقات المحاصصة والرشاوى، وعندها يكون استثماره أشبه بعمليّة سطو على السوق اللبناني وضرب، بمنافسة غير مشروعة، الإنتاج الوطني، وبالتالي الاقتصاد بمجمله"، لافتةً إلى أنّ "هذا ما يشهده ​العالم​ بأسره عندما تأتي استثمارات خارجيّة في بلدان يغيب فيها سلطان القانون ويستشري في أرجائها الفسادٍ، فتصبح هذه الاستثمارات نوعًا مختلفاً من الاستعمار".

وأوضحت أنه "لحماية سيادتنا، يطالب الثوّار بحكومة إنقاذ من اختصاصيّين مستقلّين قادرين وسياديّين تُعيد الثقة إلى المستثمرين في الداخل والخارج وتقطع الطريق عمّن يريد استعمارنا اقتصادياً أياً يكن، وحكومة كهذه ستعمل لمصلحة المواطنين، جميع المواطنين".