رأت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لم يقدّم في مقابلته التلفزيونيّة جديدًا، وكان من الأفضل لو لم يدل بها في هذه الظروف، لأنّها جاءت تصعيديّة ولم تشكّل مفتاح حلول، إذ جاء تلقّفها السلبي وكأنّه مُعدّ سلفًا، بدليل أنّ الحراك كان جاهزًا بردّه السلبي عليها ب​التظاهرات​ و​قطع الطرق​ ليلًا".

ولاحظت أنّ "استشارات التكليف ابتعدت أكثر ممّا اقتربت، وأنّ الأمور عادت إلى مربّع التعقيد، وباتت بحاجة إلى قدرات خارقة لحلّها، قد لا تملكها السلطة وقد لا يملكها الحراك"، لافتةً إلى أنّ "الرئيس عون رمى الكرة في ملعب رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​، وحمى رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ بتأكيده أنّ لا أحد يستطيع أن يمنعه ديمقراطيًّا من أن يكون موجودًا في الحكومة الجديدة، وأمّن للحراك، في الوقت نفسه وقودًا للتحرك الإضافي".

وركّزت المصادر على أنّ "البلد ربما يكون قد دخل في وضع اشتباكي، حيث اشتعل فتيل الإشتباك الّذي قد يفتح الوضع على ألوان متعدّدة من الصدام، بدليل أنّ بعد المقابلة مباشرةً برزت حركة الإعتراض في مناطق "​تيار المستقبل​"، ما فُسّر أنّه اعتراض الحريري على مضمون ما قاله الرئيس عون، والّذي تبيّن ليلًا أنّ صداه كان سلبيًا في "​بيت الوسط​".

وأكّدت أنّ "الصورة بدت غير مطمئنة، وأنّ الوضع بات يتطلّب اتصالات في منتهى الدقّة والإلحاح لبلورة مخرج، وبالتالي الكرة في ملعب كلّ القوى السياسية، خصوصًا أنّ هناك خوفًا من تدخُل "الأشباح" لتتلاعب بالحراك"، معربةً عن اعتقادها أنّ "​لبنان​ دخل في مرحلة ما فوق الخطر، لأنّ المواقف الّتي أعلنها الرئيسن ربّما تكون قطعت خط التواصل بين الحريري و"التيار الوطني الحر"، إذ انّ عون كشف كل الموقف وخلاصته: لا لحكومة تكنوقراط ولا "فيتو" على توزير أحد، ونأى بنفسه عن مسؤوليّة الأزمة الّتي تتحمّلها الطبقة السياسيّة بكاملها؛ لكنّ الخشية هي أن يأتي ردّ الفعل من الحريري على شاكلة إرجاء الكرة إلى ملعب رئيس الجمهورية وإعلان عزوفه عن الترشح ل​رئاسة الحكومة​".