أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "​حزب الله​" الشيخ علي دعموش، في حفل تأبيني في ​الاوزاعي​، أن "الكثير من المطالب الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي رفعها ‏المتظاهرون هي مطالب محقة وناجمة عن معاناة الناس ووجعهم وفقرهم وحجم ​الفساد​ الذي اصاب مؤسسات ​الدولة​"، مشددا على "أننا في حزب الله نميز بين المطالب المحقة والقوى الصادقة والمخلصة للبلد التي تريد أن تصنع التغيير وتقضي على الفساد وتصل إلى معالجة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية التي يشكو منها الناس، وبين من يحمل مشاريع سياسية ويريد ان يركب موجة الحراك لتحقيق أهداف سياسية ليست مصلحة ​لبنان​".

ولفت الى أنه "من الخطأ الخلط بين أوجاع الناس ومطالبهم الحقيقية وبين ‏المشاريع السياسية التي يراد تحقيقها بالاستفادة من حالة الفساد في البلد ومن الضغط الذي يمارسه الشارع على ​السلطة​"، معتبرا أنه "بات واضحا اليوم ان ​الولايات المتحدة الاميركية​ وحلفاءها ‏دخلوا على خط الحراك ويحاولون توجيهه ولديهم مخطط سياسي ‏وبرنامج سياسي يريدون فرضه على لبنان، أما الموضوع الاقتصادي وموضوع الفساد في لبنان فهو في آخر اهتماماتهم، بل هم من ساهم ‏في تفاقم ​الوضع الاقتصادي​ من خلال العقوبات التي فرضوها على لبنان، ومنعهم للشركات اللبنانية من الاستثمار في ​سوريا​، واقفال بعض البنوك، ومنع مساهمة ​الصين​ و​روسيا​ وغيرهما من مساعدة لبنان والاستثمار فيه".

وشدد الشيخ دعموش على أن "ما يعني ​اميركا​ في لبنان ليس معالجة أوضاعه الاقتصادية والمعيشية ومساعدة اللبنانيين للتخلص من معاناتهم وأوجاعهم، وانما التخلص من عناصر قوتهم، وفي مقدمها ​المقاومة​، لترتاح ​اسرائيل​ وتأمن اسرائيل، ويعود لبنان الى زمن ‏الضعف والوهن وهذا ما قصده بومبيو عندما قال يجب مساعدة لبنان واللبنانيين للتخلص من نفوذ ​ايران​"، مشيرا الى أن "اميركا وظيفتها اليوم ان تؤجج الشارع وتضغط من خلاله لتشكيل حكومة خاضعة وتابعة لها تنفذ سياساتها واولوياتها التي تبدأ ب​ترسيم الحدود​ وفق الشروط الإسرائيلية ولا تنتهي ب​النفط والغاز​ وفرض ​التوطين​ وإستهداف المقاومة وحلفائها".

وأضاف: "نحن في الوقت الذي نحمل فيه هموم الناس ومطالب الناس المحقة ونسعى للاصلاح الجدي ومواجهة الفساد، حرصاء على عدم الوقوع في الفراغ والفوضى، ومتمسكون بسيادة بلدنا واستقراره ‏وسلمه الاهلي، ونرفض الضغوط والاملاءات الخارجية التي تريد ‏تغيير المعادلات واضعاف لبنان وتجاوز الواقع السياسي القائم في البلد"، معربا عن أمله بأن "تؤدي ​الاتصالات​ والمشاورات الجارية الى ‏معالجة التعقيدات التي تواجه ​تشكيل الحكومة​، والوصول إلى حلول تفضي بتأليف حكومة تلبي رغبات اللبنانيين وليس رغبات ​أميركا​ وحلفائها".

وشدد على أن "حزب الله" يريد حكومة "نزيهة سيادية قادرة على تلبية حاجات ‏الناس وصرخاتهم واستعادة ثقتهم، وقادرة على النهوض وصنع ‏الانجازات واجراء الاصلاحات المطلوبة، حكومة تستطيع مواجهة ‏الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة وتحافظ على ‏انجازات المقاومة ولا تفرط بعناصر القوة التي تردع ​العدو الاسرائيلي​ ‏عن الاعتداء على لبنان واستباحة أرضه".