نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر كنسية، تخوفها من "محاولة إسقاط ​رئيس الجمهورية​، لأنها لو تمّت لن تعود هناك رئاسة جمهورية في ​لبنان​، لأنّه لن يكون هناك اتفاق على رئيس، وسيُصار الى اتّباع آلية سريان الشأن العام في ظل غياب رئاسة أولى، مثلما عاش ​اللبنانيون​ سنتين ونصف سنة خلال سنوات الفراغ، وقبل الاتفاق على ​الرئيس ميشال عون​ مع "​حزب الله​" الذي أدى الى دخوله ​قصر بعبدا​"، مشيرة الى أن "ظروف الماضي ليست متوافرة اليوم في حال إسقاط عون، لأنّ الجمهورية ستقع في ​الفراغ الرئاسي​ حكماً، والاتيان بأيّ رئيس خلافاً لرغبات "حزب الله"، وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها الحزب ضمن إطار حربه الاقليمية ودوره الاقليمي في المنطقة فهو أمر غير وارد بالنسبة إليه".

ونبهت المصادر الكنسية الى أنّ "هناك خطراً حقيقياً على ​رئاسة الجمهورية​ إذا أُسقِط عون، وبالتالي يجب على الرئيس تحسين علاقته مع شعبه، إذ يفترض أن يكون الرئيس الاب و​الراعي​ الصالح للجميع لكي لا يُصار الى تطبيق المثل القائل بعض التصرّفات تجيز المحرّمات".

وفي السياق، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" على خفايا مجالس بعض المرجعيات والأقطاب السياسية ​المسيحية​ وآرائها التي تقول "إنّ الخلاص يكون بتشكيل ​حكومة​ تكنوقراط، والأسلم أن يترأسها رئيس حكومة ​تصريف الأعمال​ ​سعد الحريري​ للاستفادة من علاقاته الخارجية ومن حضوره»، مع الاشارة الى ضرورة التحضير ل​انتخابات​ مبكرة. لكنها لن تساهم في عملية إسقاط رئيس الجمهورية لأنّ تمضية 3 سنوات من المعاناة مع الرئيس عون تبقى بالنسبة لها أفضل من إسقاط الرئيس المسيحي، ولأنها فرضية في حال صحّت قد تكون خسائرها كبيرة جداً على المسيحيين، لأنّ عون يبقى بالنسبة لهم أفضل من الفراغ ومن المجهول".

وتضيف المصادر أنّ من الطبيعي أن يكون لـ"حزب الله" رأي في رئاسة الجمهورية، لأنه يمثّل شريحة كبيرة في هذا الوطن، وليس صحيحاً أنّ الرئاسة لن تعود للمسيحيين في حال أسقِط عون، ولأنّ هذا الموقع لا يستطيع أن يكون ضد الشعب وممارسة سياسات مسيحية قمعية، كما أنّ المسيحييّن باتوا لا يؤمنون بالنظريات القديمة التي تقول "نحن مع المسيحيين ظالمين كانوا أم مظلومين".