أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "​بنيامين نتانياهو​ أراد من اغتيال القائد العسكري في حركة الجهاد في غزة بهاء أبو العطا أن يحقق مكاسب أمنية وسياسية تمكنه من تحسين حظوظه في تشكيل ​الحكومة​ بعد أن عجز عن ذلك لدى تكليفه أول مرة، خصوصاً أن أمام خصمه بيني جانتس زعيم تحالف "أبيض أزرق" أقل من أسبوع كي تنتهي فرصة تكليفه، لذا أعطى نتانياهو أوامره بالاغتيال رغم أنه كان يعارض عملية اغتيال أبو العطا وفق وزير الحرب السابق ​أفيغدور ليبرمان​، لافتة الى أن "نتانياهو أراد المحافظة على فرصته بتشكيل حكومة، وهذا ما دفع عضو الكنيست عومر بارليف إلى التساؤل "لماذا غيّر نتانياهو موقفه من اغتيال أبو العطا في هذا الوقت بالذات، وقبل سبعة أيام من انتهاء الفترة المحددة لجانتس كي يشكل الحكومة؟".

ولفتت الى أنه "من الواضح أن نتانياهو مستعد لأن يفعل أي شيء كي لا يمثل أمام ​القضاء​ بتهمة ​الفساد​ ويدخل السجن، معتقداً أن ما قام به يمكن أن يستثمره للإفلات من المأزق"، مضيفة: "الآن وقد هدأت الجبهات وتوقف القصف، بعد وساطة مصرية انتهت بموافقة "إسرائيل" على شروط المقاومة الثلاثة، وهي، وقف الاغتيالات، وعدم إطلاق النار على مسيرات العودة السلمية والتزام إسرائيل بتفاهمات كسر الحصار التي رعتها مصر العام 2014، فقد بدأت أصوات داخل الاحتلال ترتفع منتقدة العملية وتداعياتها، حيث كشف قصف المقاومة المستوطنات على طول حدود القطاع وفي العمق الإسرائيلي وصولاً إلى ​تل أبيب​ وعسقلان والقدس، مدى هشاشة الجبهة الداخلية وعدم قدرتها على تحمل أي حرب مهما كان مداها الزمني".

وأضافت: "حتى أن صحيفة ​يديعوت أحرونوت​ علّقت على ذلك بالقول من الجيد أن ​الجهاد الإسلامي​ لم يستخدم جميع قدراته للرد على "إسرائيل" ولديه ​صواريخ​ طويلة المدى، في حين قالت الكاتبة في ​صحيفة معاريف​ كيلمان ليسيد من ​النقب​ إلى تل أبيب لم تفتح المدارس أبوابها، وجميع المواطنين تلقوا رسائل رسمية تمنحهم أيام إجازة"، لافتة الى أن "هناك مطاعم لم تكن مفتوحة ولا مجمعات تجارية ولا محال بقالة"، مشيرة الى ان "الصحافي ​جدعون ليفي​ كتب مقالاً في صحيفة ​هآرتس​ بعنوان "ماذا حققتم؟"، ثم أتبع سؤاله بسؤال آخر "هل أصبح الجيش "الإسرائيلي" بعد هذه العملية أقوى؟" ثم ينتهي إلى القول "لا أعتقد أن أحداً من قيادات ​الجيش الإسرائيلي​ يستطيع إخبارنا ماذا ربحت إسرائيل، في حين أن أوري مسعاف الكاتب في صحيفة هآرتس كتب قائلاً إن إسرائيل لم تظهر قط بمثل هذا الضعف الذي ظهرت فيه"، ومضيفا "نحو مليوني إسرائيلي التزموا منازلهم وغرفهم المحصنة، وبددت الدولة ملايين الشواكل، فيما تلقى العديد من المدن مئات ​الصواريخ​ التي وجهها فصيل ليس الأكبر في قطاع غزة"، معتبرة أن "هذه مجرد أدلة وشواهد على أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هشة جداً، وأن أمن إسرائيل معطوب ويمكن كسره بسهولة."