بادئ ذي بدء ألف مبروك لانتفاضة الشعب الحضاري بانتخاب ​ملحم خلف​ نقيباً للمحامين، أول وجه واعد غير سياسي، حزبه الشعب وحقوقه، وسيرته تدل على عَدّل عقله ونزاهته، وبالتالي سعيه الى قوانين استعادة ​المال​ المنهوب.

***

انطلقت أول من امس فكرة "​بوسطة الثورة​" من أهلنا بعكار وصولاً الى أهلنا في ​الجنوب​، ليقول أصحاب هذه الفكرة اننا شعب واحد.

مع كل احترامي لأصحاب "بوسطة الثورة":

نحن شعب ​لبنان​ الأبي واحد منخورة عظامُنا ب​الفساد​ على مدى ثلاثين عاماً.

شعب لبنان واحد منذ اليوم الأول للإنتفاضة المليونية.

الشعب الموحّد بالجوع هو الذي يؤشر الى ان إنتفاضته مستمرة.

شعب لبنان العنيد هو الذي ينبئ بأن إنتفاضته لا هوادة فيها.

لامبالاة أهل الفساد هو المؤشر الأكيد. ان لبنان يمر بأسوأ وضع ليس فقط منذ ​الإستقلال​ عام 1943، بل منذ إعلان دولة لبنان الكبير الذي "نحتفل" بمئويته ​السنة​ المقبلة.

***

شعب لبنان الواحد:

إنها المرة الأولى التي لا يعرف فيها اللبناني ما إذا كان سيقبض راتبه آخر الشهر لأن المؤسسة التي يعمل فيها لا تعرف ما إذا كانت ستُقفل آخر هذا الشهر أو الشهر المقبل.

شعب لبنان الواحد:

من قبض راتبه أو نصفه، لأن معظم الطرقات كانت مقفلة منتفضة وبالتالي كل المتاجر والمحلات، ويا طالما في هذه الصفحة ناشدنا أبقوا بالساحات ليلاً نهاراً ولا تقطعوا لقمة العيش عن انفسكم.

كيف سيدفع المواطن أقساط المدرسة لأبنائه؟ وفي حال تخلَّف عن دفع الأقساط ما هو مصير السنة الدراسية لأبنائه؟ وفي حال كانت الأكثرية من الأهل غير قادرة على دفع الأقساط فكيف ستستمر المدرسة؟ وكيف تستطيع دفع رواتب الأساتذة؟

في هذه الحالة، هل القطاع التربوي في حال خطر وانهيار؟

***

شعب لبنان الواحد:

نأتي إلى قطاع الطبابة والإستشفاء و​التأمين​ والأدوية:

إذا كان المواطن غير قادر على دفع رسوم التأمين، فكيف يضمن نفسه أنه ما زال مضمونًا؟

وإذا لم يكن مضموناً كيف يستطيع الدخول إلى المستشفى؟

كيف يستطيع شراء ​الدواء​؟

وأكثر من ذلك، فقد ناشد أصحاب ​المستشفيات​ بصرف مستحقاتهم لشراء التجهيزات الطبية إذا كان المستورِد لا يستطيع فتح اعتمادات لشرائها من الخارج؟

***

شعب لبنان الواحد الأبي:

حتى المواد الغذائية، كيف يستطيع اللبناني شراءها. نجول معهم، نتألم لألمهم، نعرف معاناتهم: ندخل على السوبرماركت والمحلات ونقرأ ورقة على المدخل تقول ما يلي:

"نعتذر من الزبائن الكرام بسبب رفع الأسعار، فرفعها ليس من إدارة المحل أو السوبرماركت، بل من التجار والمستوردين".

***

ما ذنب هذا الشعب البطل الواحد:

لكي تفقره ​السلطة​ الفاسدة على مدى ثلاثين عاماً... وحدث ولا حرج عن آخر ثلاث سنوات بكل صدق وأمانة وضمير مرتاح: ​الرئيس ميشال عون​ شخصياً، والسيدة اللبنانية الاولى ونكرر شخصياً قمتان في الترفع.

***

كيف لا يكون الشعب واحداً:

الذي عمِل وفق مقولة: "خبي قرشك الأبيض ليومك الاسود"... جاء "اليوم الأسود" فاكتشف ان بعض ​المصارف​ تلاعبت بالقرش الأبيض ولم يعد بمقدور اللبناني المودِع أن يسحبه.

هذه مسؤولية جسيمة يتحملها مباشرةً حاكم ​مصرف لبنان​ والبروفسور المسؤول عن قطاع المصارف، الذي يصرّ على الاقفال، رغم تبني وزيرة الداخلية ​ريا الحسن​ و​اللواء عماد عثمان​ أشمل خريطة أمنية شاهدناها في حياتنا لحماية المصارف.

شعب لبنان الحضاري الواحد الذكي:

بكل موضوعية يسأل: في الصيف الماضي، ألم يُصدِر مصرف لبنان تعميمًا يعرض على المودعين ان يُحضروا أموالاً من الخارج من خلال إغرائهم بفوائد مرتفعة؟ الذين صدّقوا حوَّلوا الأموال من الخارج إلى الداخل، واليوم ممنوع نقل ما في الداخل الى الخارج! ماذا يُسمَّى هذا التصرف؟

أليس إستدراجًا بأسلوب الترغيب المقنَّع؟

"أَحضِر لنا أموالكَ لنعطيك عليها فوائد مرتفعة" وحين تصبح الأموال لدينا ممنوع عليك لمسها! هذا ما وحد شعب لبنان.

انتفض الشعب الحضاري مطالباً باسترداد امواله المنهوبة، انتفاضة الجوع الآتية ستطالب بقسوة بأموالها المنهوبة والمحوّلة والمودعة إن وجدت في المصارف.

والويل لظالمٍ إستغل شعب لبنان.