لفت عضو تكتل "​الجمهورية القوية​" النائب ​بيار بو عاصي​ خلال عشاء منسقية "​القوات​" في ​بلجيكا​ السنوي أن "الشعب ال​لبنان​ي أمهل في السابق، لكنه أثبت اليوم أنه لا يهمل، وهذا من حقه"، مطمئنا إلى أنه "غير متخوف من أن تذهب انتفاضة اللبنانيين باتجاه الفوضى"، مشيراً إلى أن "من كان يأخذنا باتجاه الفوضى والانهيار المالي والاقتصادي والسياسي هو عدم الاخذ في الاعتبار تطلعات الناس".

وأوضح أن "أخطر ما في ​منظومة​ ​الفساد​ أنها تقلب الأولويات وفق مصلحة الفاسدين، وهذا ما ينتفض عليه المواطن اليوم، رغم الظروف الصعبة التي يدرك جيدا أنه يمر بها نتيجة تراكمات سنوات من الاهمال"، لافتا إلى أنه على "السكة الصحيحة"، محذرا من "خطر أن تختبئ ​السلطة​ مموهة خلف مصالح ​الطوائف​، وأن يكون ذلك على حساب الشعب"، قائلا "من يريد أن يحمي وطنه يجب أن يقف متراسا أمامه، والعكس يدل على انه يعمل لحماية مصالحه، رغم أن ذلك سيكلفه انهيار الطائفة والوطن".

وأعرب عن "تفهمه القلق الموجود لديهم تجاه الوضع الراهن في لبنان"، مشيراً إلى أنه "من موقعي كابن هذا المجتمع وكنائب وكقواتي لا اقلق عندما ارى الشعب ينتفض ويطالب بتحديد مصيره، بل أفتخر به، إنما أخاف عليه عندما أراه محبطا و​الشعب اللبناني​ يدرك فعلا ما يريد، يريد ​الدولة​ والادارة والديموقراطية و​الانتخابات​ و​الحكومة​، ولكن ليس على حساب الناس".

وشدد على أن "القوات تطلعت بوضوح الى رأي الشعب، واحتكمت اليه لانها تؤمن بثلاثة امور: السيادة، التعددية والديموقراطية"، موضحا أن "الديموقراطية تبدأ قبل الانتخابات وتستمر بعدها لتضمن ايضا منظومة القيم و​حرية التعبير​ والشفافية والكف النظيف من دون الخوف من أي شيء".

وأكد بو عاصي أن "حزب القوات يريد سيادة لبنان وازدهاره، ويهمه أن يعيش كل فرد فيه بكرامة وسعادة واطمئنان إلى مصيره وشيخوخته واستشفائه، كما مصير اولاده ومستقبلهم"، مذكرا بـ"أن الشعب مصدر الشرعية لكل السلطات، وبالتالي لا شرعية للسياسيين باستثناء خدمة الناس ومساعدتهم" وأسف لـ"أن 30 في المئة من اللبنانيين باتوا تحت خط ​الفقر​"، مذكرا ب"الجهد الذي بذله خلال سنتين لرفع عدد مساعدة الاسر الاكثر فقرا"، معتبرا أن "حماية الوطن تبدأ بحماية هؤلاء الاشخاص لان قوة السلسلة بقوة الحلقة الاضعف فيها".

وسأل: "من ينظر الى الحلقة الاضعف في المجتمع اليوم؟ من يحاول مساعدتها؟ من ينظر الى النمو الاقتصادي الذي انخفض من ثماني نقاط عام 2010 الى نقطة واحدة عام 2011 ولم ترتفع منذ ذلك الوقت؟ كيف سنخلق فرص عمل؟ من يراقب الفوائد التي ارتفعت بشكل كبير؟ من ينظر الى ميزان المدفوعات والاستثمارات الخارجية التي انهارت عام 2011؟ من يقارن بين ذلك الوقت وما نمر به اليوم؟"، مشيراً إلى أنه "لا أمل لدينا الا بتشجيع اللبنانيين في الخارج على الاستثمار في لبنان، وكذلك الخليجيين، وهذا لن ينجح في ظل اللااستقرار القائم وغياب سلطة الدولة وفقدان قرار الحرب والسلم من يدها".