أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير ​حسام زكي​ أن "الوضع العربي بالغ الدقة ويتطلب الحذر والدقة في التعامل معه حتى لا تنفجر ألغام جديدة بسبب التدخلات الخارجية"، مؤكدا أنه "من المبكر الحكم على نتائج ​الاحتجاجات​ في ​إيران​ ومدى تأثيرها على الأوضاع في ​لبنان​ و​العراق​".

وشدد زكي في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" على أن "التدخلات التركية والإيرانية، في ​الدول العربية​، تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لافتا إلى أهمية إجراء مصالحات عربية - عربية، إلا أن ضوابطها موجودة في نصوص ميثاق ​الجامعة العربية​"، جازما أنه "في موضوع لبنان هناك مواكبة من الجامعة لكل التطورات في محطاته الرئيسية منذ ​الطائف​ وما قبله حتى مرحلة ​حرب تموز​ و2008 التي أدت إلى ​اتفاق الدوحة​، وبالتالي فإن الجامعة كان لها كثير من التدخلات لمساعدة اللبنانين، وكذلك العمل على انعقاد القمة التنموية والتي استضافتها في شهر كانون الثاني، من العام الحالي. أما بالنسبة إلى الوضع حاليا، فإن السؤال نفسه مطروح. هل من المناسب أن تقوم الجامعة بالتواصل مع الجهات للتعرف على الرغبة في المساعدة والدعم أم لا".

ورأى أن ​الأزمة​ في لبنان والعراق بينهما عنصر مشترك، وهو أن الشعبين لديهما اقتناع بعدم قدرة النظام السياسي القائم على الطائفية على تلبية الاحتياجات الاقتصادية والتنمية وأن النظام ربما يكون قد وصل إلى نقطة يصعب معها الاستمرار"، مشيرا الى أنه "من المهم حتى لا يحدث فراغ في أي من البلدين يجب أن يتم التوافق إذا كان هذا النظام يجب تغييره أو تعديله، وما هو البديل وكيف يمكن الوصول إلى هذا البديل بأقل كلفة ممكنة حتى لا تحدث تبعات اقتصادية وأمنية".

ولفت زكي الى "أننا في الجامعة العربية نشجع على استمرار الحوار الداخلي بين كل الأفرقاء السياسية والشعبية؛ لأن الحوارات الوطنية الداخلية هي الوسيلة المثلى للخروج بنتائج متوافق عليها تلبي طموح الشعبين"، معتبرا أن "الاحتجاجات التي تحدث في إيران لها أسبابها المباشرة ومعلومة للجميع وهناك رفض في الشارع لبعض الإجراءات الاقتصادية. وسوف نرى ما إذا كان هناك تأثير لهذه التحركات في ​المستقبل​ على التصرفات الإيرانية خارج حدودها ومن المبكر الحكم على النتائج".